للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيا: أهمية سؤال المدعو عما لم يفهم: دل هذا الحديث على أن المدعو الموفق هو الذي يسأل عما أشكل عليه ولم يفهمه؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: " اجتنبوا السبع الموبقات " فقالوا: " وما هنَّ؟ " فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما أشكل عليهم.

فينبغي للمدعو أن يسأل عن كل ما أشكل عليه كما قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [الأنبياء: ٧] (١) وهذا يؤكد أهمية السؤال عما أشكل (٢).

ثالثا: من أساليب الدعوة: الترهيب: لا شك أن أسلوب الترهيب يخوّف المدعو ويحذِّره من كل ما يضره في الدنيا والآخرة، ويظهر في هذا الحديث استخدام النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الأسلوب في قوله: " اجتنبوا السبع الموبقات "، وهذا اللفظ يخوّف المدعو مما يهلكه ويضره؛ ولهذا ينبغي للداعية أن يستخدم هذا الأسلوب مع المدعوين ويوضح لهم أن انتشار هذه المهلكات في المجتمعات من أسباب الهلاك، والضلال، والانحراف، والانحلال والاختلاف (٣).

رابعا: من أساليب الدعوة: ذكر العدد إجمالا ثم تفصيلا: أسلوب ذكر العدد: إجمالا ثم تفصيلا مهم في الدعوة إلى الله تعالى، وهو ظاهر في هذا الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم: " اجتنبوا السبع الموبقات "، فقد أجمل أولا ثم فسر صلى الله عليه وسلم ما أجمل، ومن المعلوم أن الإخبار بالإجمال يحصل به للنفس المعرفة بغاية المذكور، ثم تبقى متشوقة إلى معرفة معناه، فيكون ذلك أوقع في النفس وأعظم في الفائدة (٤).

فعلى الداعية أن يستخدم أسلوب ذكر العدد إجمالا ثم تفصيلا في دعوته؛


(١) سورة الأنبياء، الآية: ٧.
(٢) انظر: الحديث رقم ٨، الدرس الأول، ورقم ١١، الدرس الأول.
(٣) انظر: فتح الباري لابن حجر، ١٢/ ١٨٢ - ١٨٤، وانظر: الحديث رقم ٧، الدرس الثالث عشر.
(٤) انظر: بهجة النفوس، لابن أبي جمرة ١/ ٩٧، وإكمال إكمال المعلم، للأبي ١/ ٢٣٢، ٢٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>