للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" اللهم ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم " (١) وقد أجاب الله دعاء من رغب فيما عنده سبحانه؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه» (٢).

فعلى الداعية أن يتصف بالرغبة فيما عند الله تعالى، وهذا من أعظم أسباب توفيقه وإعانته وقبول دعوته. والله المستعان وعليه التكلان (٣).

سابعا: من أساليب الدعوة: الترغيب في الجهاد وبيان فضيلة المجاهد: من أساليب الدعوة: الترغيب في أعمال الطاعات ومن أعظمها الجهاد في سبيل الله تعالى؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في فوائد هذا الحديث: ". . . وفيه من الفوائد: الترغيب في الجهاد والحض عليه، وبيان فضيلة المجاهد " (٤).

" ومن فضل الله تعالى على المجاهد أن موته في الغزو يعَدّ شهادة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ". . . «من قتل في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد» (٥) وهذا موافق لمعنى قوله تعالى:. . {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: ١٠٠] (٦) وقوله عز وجل: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ - لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} [الحج: ٥٨ - ٥٩] (٧) وقد دل الحديث بمفهومه والآية بمنطوقها على ما يحصل عليه المجاهد الغازي في سبيل الله تعالى من الثواب العظيم، وأعظم منه من قتل في سبيل الله؛ فإن له ضيافة عند الله تعالى. ففي الحديث: «للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر،


(١) البخاري، كتاب فضائل المدينة، باب ١٢ حدثنا مسدد عن يحيى ١/ ٢٧٤ برقم ١٨٩٠.
(٢) مسلم، كتاب الإمارة، باب استحباب طلب الشهادة في سبيل الله تعالى، ٣/ ١٣١٧، برقم ١٩٠٩.
(٣) انظر: الحديث رقم ١٣، الدرس الثاني، ورقم ١٦، الدرس الثالث.
(٤) فتح الباري ١١/ ٧٧.
(٥) أخرجه مسلم، في كتاب الإمارة، باب بيان الشهداء، ٣/ ١٥٢١ برقم ١٩١٥.
(٦) سورة النساء، الآية: ١٠٠.
(٧) سورة الحج، الآيتان: ٥٨ - ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>