للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* " الخمر " اسم لكل مسكر خامر العقل: أي غطاه (١).

* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:

١ - من خصائص الإسلام: رفع الحرج.

٢ - من أساليب الدعوة: التدرج.

٣ - من تاريخ الدعوة: ذكر تحريم الخمر بعد غزوة أحد.

والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:

أولا: من خصائص الإسلام: رفع الحرج: دل هذا الحديث على أن من خصائص الإِسلام رفع الحرج عن هذه الأمة؛ لأن الإنسان لا يؤاخذ بفعل المباح قبل التحريم؛ قال العلامة العيني رحمه الله: "الخمر التي شربوها ذلك اليوم لم تضرهم؛ لأنها كانت مباحة في وقت شربها؛ وقد أثنى الله عليهم بعد موتهم، ورفع عنهم الخوف والحزن " (٢). فمن رحمة الله تعالى أنه لا يؤاخذ عباده على فعل ما لم يحرمه عليهم؛ قال الله عز وجل: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: ٧٨] (٣) والحمد لله رب العالمين (٤).

ثانيا: من أساليب الدعوة: التدرج: لا شك أن هذا الحديث دل على التدرج في تحريم الخمر؛ لأنها كانت مباحة زمنا في أول الإِسلام ثم حرمت في سنة ثلاث من الهجرة، ولا شك أن القرآن قد بين التدرج في تحريمها، فأنزل الله - عز وجل - تحريم الخمر على ثلاثة أوجه:

١ - أنزل عز وجل قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: ٢١٩] (٥).


(١) المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي تأليف أحمد الفيومي، ١/ ١٨٢.
(٢) عمدة القاري شرح صحيح البخاري ١٤/ ١١٣، وانظر: فتح الباري لابن حجر، ٨/ ٢٧٨.
(٣) سورة الحج، الآية: (٧٨).
(٤) انظر: الحديث رقم ١، الدرس الخامس.
(٥) سورة البقرة، الآية: (٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>