* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
١ - حرص الأنبياء على الجهاد في سبيل الله عز وجل.
٢ - أهمية قول المسلم: إن شاء الله لما يريد عمله في المستقبل.
٣ - عمل الأسباب لا ينافي التوكل.
٤ - من أساليب الدعوة: القصص.
٥ - حرص السلف على الدقة في نقل الحديث.
٦ - من صفات الداعية: النية الصالحة.
٧ - من أساليب الدعوة: التوكيد بالقسم.
٨ - أهمية تذكير الناسي ولو كان عظيما.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: حرص الأنبياء على الجهاد في سبيل الله عز وجل: إن الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - هم أحرص الناس على الجهاد في سبيل الله عز وجل لإِعلاء كلمة الله؛ ولهذا قال سليمان - صلى الله عليه وسلم -: «لأطوفن الليلة على- مائة امرأة- أو تسع وتسعين- كلهن يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله»، وهذا يؤكد الحرص العظيم على الجهاد؛ لأنه قصد بإتيانه لأهله الرغبة في الحصول على المجاهدين، ولكن الله - عز وجل - لم يرد له هذا فلم يقل:" إن شاء الله ". فينبغي للداعية أن يكون حريصا على الجهاد، ويستصحب النية للإعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل.
ثانيا: أهمية قول المسلم: إن شاء الله لما يريد عمله في المستقبل: دل هذا الحديث على أهمية قول المسلم: إن شاء الله؛ لما يخبر بعمله في المستقبل؛ ولهذا لما نسي سليمان - صلى الله عليه وسلم - أن يقولها يحصل له ما أراد؛ ولأجل ذلك قال نبينا - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث:«والذي نفسي بيده لو قال: إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله» وفي الرواية الأخرى: «لو قال إن شاء الله لم يحنث، وكان دركا لحاجته».
وقد أمر الله بذلك فقال عز وجل:{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا}[الكهف: ٢٣]