للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩ - كرمه: كان رحمه الله كريما جوادا؛ ولهذا قال محمد بن أبي حاتم: سمعته يقول: " كنت استغلُّ كُلَّ شهر خمسمائة درهم، فأنفقت كلَّ ذلك في طلب العلم " فقلت: كم بين من ينفق على هذا الوجه، وبين من كان خِلوا من المال، فجمع وكسب بالعلم، حتى اجتمع له. فقال أبو عبد الله (١) {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الشورى: ٣٦] (٢) وكان رحمه الله: قليل الأكل جدا، كثير الإِحسان إلى الطلبة، مفرط الكرم (٣) وكان يتصدق بالكثير، يأخذ بيده صاحب الحاجة من أهل الحديث فيناوله المال الكثير من غير أن يشعر بذلك أحد (٤) قال الإمام ابن كثير رحمه الله: " وكان له جدة، ومال جيد ينفق منه سرا وجهرا، وكان يكثر الصدقة بالليل والنهار. . . " (٥).

١٠ - تلاميذه وتصانيفه: أخذ العلم عن الإمام البخاري خلق كثير، ومما يدل على كثرة تلاميذه ما ذكر الفربري أنه سمع الجامع الصحيح من البخاري تسعون ألفا من تلاميذه، ويرى ابن حجر أنه سمع الصحيح من الإمام البخاري أكثر من ذلك ورووه عنه (٦) " وكان يجتمع في مجلسه ببغداد أكثر من عشرين ألفا يأخذون عنه " (٧).

أما تصانيفه غير الجامع الصحيح فمنها: الأدب المفرد، ورفع اليدين في الصلاة، وبر الوالدين، والقراءة خلف الإمام، والتاريخ الكبير، والتاريخ الأوسط، والتاريخ الصغير، وخلق أفعال العباد، وكتاب الضعفاء، والجامع الكبير، والمسند الكبير، والتفسير الكبير، وكتاب الأشربة، وكتاب الهبة، وأسامي الصحابة، وكتاب المبسوط، وكتاب العلل، وكتاب الكنى، وكتاب الفوائد (٨).


(١) سير أعلام النبلاء، للذهبي، ١٢/ ٤٤٩.
(٢) سورة الشورى، الآية: ٣٦.
(٣) انظر: هدي الساري، لابن حجر، ص ٤٨١.
(٤) انظر سير أعلام النبلاء، للذهبي، ١٢/ ٤٥٠.
(٥) البداية والنهاية ١١/ ٢٦.
(٦) هدي الساري، لابن حجر، ص ٤٩١، وانظر: تهذيب الأسماء واللغات، للنووي، ١/ ٧٣.
(٧) تهذيب الأسماء واللغات، للنووي، ١/ ٧٠، ٧٣.
(٨) هدي الساري لابن حجر، ص ٤٩٢، وانظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي، ١٢/ ٤٠٠، وقد طبع من هذه الكتب فيما أعلم غير الصحيح: الأدب المفرد، ورفع اليدين في الصلاة، والقراءة خلف الإِمام، والتاريخ الكبير، والتاريخ الصغير، وخلق أفعال العباد. انظر: سيرة الإمام البخاري، لعبد السلام المباركفوري، ص ١٤٦ - ١٥٥، والإمام البخاري وصحيحه الجامع، لأحمد فريد، ص ٧١ - ٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>