للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الشهادة بالإِسلام كما في نص الحديث: «الطاعون شهادة لكل مسلم»، وهذا يدل على أن الخير العظيم لأهل الإِسلام؛ قال الإِمام عبد الله بن أبي جمرة في فوائد هذا الحديث: " فيه دليل على فضل هذه الأمة على غيرها؛ لأن الطاعون كان بلاء لغيرها، وجعِلَ شهادة لها " (١).

وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الله عز وجل خص أمته بشهداء كثير فقال - صلى الله عليه وسلم -: «ما تعدون الشهيد فيكم؟ " قالوا يا رسول الله، من قتِلَ في سبيل الله فهو شهيد. قال: " إن شهداء أمتي إذا لقليل " قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: " من قتِلَ في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في سبيل الله فهو شهيد، ومن مات في الطاعون فهو شهيد، ومن مات في البطن فهو شهيد» وفي رواية: «والغَرِيق شَهِيد» (٢) وفي حديث آخر: ". . «وصاحب الهدم» (٣) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة "، ثم ذكر هؤلاء الشهداء (٤) وقال ابن التين رحمه الله: " هذه كلها ميتات فيها شدة تفضل الله على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بأن جعلها تمحيصا لذنوبهم وزيادة في أجورهم يبَلِّغهم بها مراتب الشهداء " (٥) وقال الكرماني رحمه الله: ". . الشهداء ثلاثة أقسام: شهيد الدنيا والآَخرة، بأن لا يغسل ولا يصلَّى عليه في الدنيا وله الثواب في الآخرة، وهو من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وشهيد الدنيا؛ بأن لا يغسل ولا يصلَّى عليه في الدنيا ولم يكن له الثواب في الآخرة، وهو من قاتل للرياء والسمعة والغنيمة، وشهيد الآخرة، فيغسل ويصلى عليه وله الثواب في الآخرة كالمطعون. . " (٦) وهذا كله يدل على فضل أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - وأن الله خصها بخصائص عظيمة.


(١) بهجة النفوس، شرح مختصر صحيح البخاري ٣/ ١١١.
(٢) مسلم، كتاب الإِمارة، باب بيان الشهداء، ٣/ ١٥٢١، برقم ١٩١٥، عن أبي هريرة رضي الله عنه،.
(٣) متفق عليه من حديث أبو هريرة رضي الله عنه: البخاري، كتاب الأذان، باب فضل التهجير إلى الظهر، ١/ ١٨١، برقم ٦٥٣، ومسلم، كتاب الإِمارة، باب بيان الشهداء، ٣/ ١٥٢١، برقم ١٩١٤.
(٤) فتح الباري ٦/ ٤٣،.
(٥) نقلا عن الحافظ ابن حجر رحمه الله من فتح الباري ٦/ ٤٤،.
(٦) شرح صحيح البخاري للكرماني ٢١/ ٨١ وانظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٣/ ٦٧ وإكمال إكمال المعلم للأبي ٦/ ٦٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>