للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينبغي للداعية أن يستخدم أسلوب الترهيب في دعوته إلى الله عز وجل (١).

ثالثا: من صفات الداعية: القناعة: دل الحديث على أن من صفات الداعية القناعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض»، وهذا يؤذِن في شدة حرصِ طالب الدنيا عليهما وجمعه لأموالها، وطمعه فيما في أيدي الناس (٢) أما العبد الصادق مع الله عز وجل فهو يعلم أن الدنيا متاع زائل؛ لقوله عز وجل: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [القصص: ٦٠] (٣)؛ وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لو كان لابن آدم وادٍ من ذهب أحب أن له واديا آخر، ولن يملأ فاه إلا التراب والله يتوب على من تاب» (٤) وقال صلى الله عليه وسلم: «لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب» (٥) وقال صلى الله عليه وسلم: «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس» (٦).

فينبغي للداعية إلى الله عز وجل أن يقنع بما أعطاه الله ويذكر دائما قوله صلى الله عليه وسلم: «قد أفلح من أسلم، ورزِق كفافا وقنعه الله بما آتاه» (٧).

رابعا: من صفات الداعية: الإخلاص: ظهر في مفهوم هذا الحديث أن من صفات المسلم الصادق مع الله عز وجل الإِخلاص؛ لأن قوله صلى الله عليه وسلم: «تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة،


(١) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الثالث عشر.
(٢) انظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح ١٠/ ٣٢٧٤.
(٣) سورة القصص، الآية: ٦٠.
(٤) متفق عليه من حديث أنس رضي الله عنه: البخاري، كتاب الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال إِنَّمَا أَمْوَالكمْ وَأَوْلَادكمْ فِتْنَة ٧/ ٢٢٥ برقم ٦٤٣٨، ومسلم كتاب الزكاة، باب " لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثا " ٢/ ٧٢٥، برقم ١٠٤٨.
(٥) متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: البخاري، كتاب الرقاق، باب ما يتقى من فتنة المال، ٧/ ٢٢٤ برقم ٦٤٣٦، ومسلم، كتاب الزكاة، باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثا ٢/ ٧٢٥، برقم ١٠٤٩.
(٦) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: البخاري، كتاب الرقاق، باب الغنى غنى النفس ٧/ ٢٢٨ برقم ٦٤٤٦، ومسلم، كتاب الزكاة، باب ليس الغنى عن كثرة العرض، ٢/ ٧٢٦، برقم ١٠٥١.
(٧) مسلم، ٢/ ٧٣٠، برقم ١٠٥٤، وتقدم تخريجه في الحديث رقم ١٥، الدرس الأول، ص ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>