للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:

١ - من موضوعات الدعوة: الحث على الإِعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل.

٢ - من صفات الداعية: وضع كل شيء في موضعه.

والحديث عن هذين الدرسين والفائدتين الدعويتين على النحو الآتي:

أولا: من موضوعات الدعوة: الحث على الإعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل: ظهر في هذا الحديث التحريض على الرمي والإِعداد للجهاد بأي وسيلة من وسائله، سواء كان ذلك بالسهام كما في العصور السابقة العظيمة، أو بالرصاص والقذائف النارية، والقنابل اليدوية كما في هذا العصر؛ لأن الرمي أحد عناصر القوة التي أمرنا الله عز وجل بإعدادها، ويفسر في كل عصر بحسبه، وما وجد فيه من عناصر القوة بقدر الاستطاعة؛ ولهذا ترجم البخاري لهذا الحديث بقوله: " باب التحريض على الرمي " (١).

فينبغي الإِعداد للجهاد وحث المسلمين عليه (٢).

ثانيا: من صفات الداعية: وضع كل شيء في موضعه: دل قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «إذا أكثبوكم فارموهم واستبقوا نبلكم» على أنه ينبغي للمجاهد والداعية أن يضع كل شيء في موضعه المناسب؛ لأن معنى الحديث: الأمر بترك الرمي حتى يقرب العدو؛ لأنهم إذا رموا على بعد قد لا تصل إليهم السهام ولا تصيبهم، فتضيع دون فائدة، وإلى هذا أشار بقوله صلى الله عليه وسلم: «واستبقوا نبلكم» والمراد بالقرب المطلوب في الرمي: قرب نسبي بحيث تصل إليهم السهام وتصيبهم، وليس المراد بالقرب التلاحم الذي لا ينفع فيه


(١) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٦/ ٩٢، وعمدة القاري للعيني ١٤/ ١٨٢، وعون المعبود شرح سنن أبي داود، لمحمد شمس الحق العظيم أبادي ٧/ ٣٢٤، ومنار القاري في شرح مختصر البخاري، لحمزة بن محمد قاسم، ٤/ ١٠٦.
(٢) انظر: الحديث رقم ٢، الدرس الثالث، ورقم ١٨، الدرس الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>