للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:

١ - من صفات الداعية: قوة الإيمان.

٢ - من وسائل الدعوة: القدوة الحسنة.

٣ - من موضوعات الدعوة: الحث على الإعداد للجهاد بكل مباح يسبب إرهاب العدو. والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:

أولا: من صفات الداعية: قوة الإيمان: دل هذا الحديث على قوة إيمان الصحابة - رضي الله عنه -م - ولهذا كانوا لا يعتنون بتجميل السيوف، وإنما كانوا يشدونها بالعصب؛ لعدم مبالاتهم بالعدو؛ ولثقتهم بالله - عز وجل - وإيمانهم أن الله - عز وجل - ينصر عباده المؤمنين، إذا اتقوا الله سبحانه وتعالى وأخذوا بالأسباب؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وفي هذا الحديث أن تحلية السيوف وغيرها من آلات الحرب بغير الفضة والذهب أولى. وأجاب من أباحها بأن تحلية السيوف بالذهب والفضة إنما شرع لإرهاب العدو، وكان لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك غنية؛ لشدتهم في أنفسهم وقوتهم في إيمانهم " (١). - رضي الله عنه -م وأرضاهم (٢).

ثانيا: من وسائل الدعوة: القدوة الحسنة: ظهر في هذا الحديث أن القدوة الحسنة من وسائل الدعوة؛ ولهذا أرشد أبو أمامة المجاهدين إلى الاقتداء بمن فتح الفتوح من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " لقد فتح الفتوح قوم ما كانت حلية سيوفهم الذهب ولا الفضة "، فأرشد - رضي الله عنه - إلى الاقتداء بهم في قوله هذا (٣).


(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٦/ ٩٦، وانظر: عمدة القاري للعيني ١٤/ ١٨٨.
(٢) انظر: الحديث رقم ٨، الدرس الرابع، ورقم ٥٢، الدرس الرابع.
(٣) انظر: الحديث رقم ٣، الدرس الثالث، ورقم ٨، الدرس الخامس.

<<  <  ج: ص:  >  >>