للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - من خصائص الإسلام: البقاء إلى قيام الساعة.

٣ - من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: الإخبار بالأمور الغيبية.

والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:

أولا: من أساليب الدعوة: البشارة: إن البشارة بالخير من أساليب الدعوة التي تجذب قلوب المدعوين، وقد ظهر هذا الأسلوب في قوله صلى الله عليه وسلم: «تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول: يا عبد الله، [وفي الرواية الأخرى: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله»، وهذا فيه بشارة من النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمته أن الله - عز وجل - سوف ينصرهم على اليهود، ويسلطهم عليهم، فيتمكنون من قتلهم وإبادتهم، وأن الساعة لا تقوم حتى يكون ذلك القتال والنصر على أعداء الله عز وجل (١).

فينبغي للداعية أن يستخدم أسلوب البشارة بالخير للمدعوين (٢).

ثانيا: من خصائص الإسلام: البقاء إلى قيام الساعة: دل هذا الحديث على أن الإسلام يبقى إلى قيام الساعة؛ لأن هؤلاء اليهود هم أتباع الدجال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا. .» (٣). وهؤلاء يتبعون الدجال آخر الزمان، وينزل عيسى - صلى الله عليه وسلم - ويقتل الدجال، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شجر ولا حجر يتوارى به يهودي - إلا الغرقد؛ فإنه من شجرهم- إلا قال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودي فتعال اقتله (٤). وثبت في صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدد بقاء الإسلام بعد قتل عيسى ابن


(١) انظر: فتح الباري، لابن حجر، ٦/ ١٠٣، ٦١٠، وعمدة القاري للعيني، ١٤/ ١٩٩، وإرشاد الساري، للقسطلاني، ٥/ ١٠٥.
(٢) انظر: الحديث رقم ٩، الدرس التاسع.
(٣) صحيح مسلم، كتاب الفتن، باب في بقية من أحاديث الدجال، ٤/ ٢٢٦٦، برقم ٢٩٤٤. عن أنس رضي الله عنه.
(٤) انظر: سنن ابن ماجه، كتاب الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم، ٢/ ١٣٦١، برقم ٤٠٧٧، من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - وانظر: فتح الباري، لابن حجر ٦/ ٦١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>