للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الدراسة الدعوية للحديثين: في هذين الحديثين دروس وفوائد دعوية، منها:

١ - من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: الإخبار بالمغيبات.

٢ - من أساليب الدعوة: التشبيه.

٣ - أهمية قصر الأمل في الدنيا والمسارعة إلى ما ينجي من الفتن.

والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:

أولا: من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: الإخبار بالمغيبات: دل هذان الحديثان على صدق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر»، وقد وقع ذلك كما أخبر صلى الله عليه وسلم؛ قال العلامة العيني رحمه الله: " وهذا الخبر من جملة معجزاته - صلى الله عليه وسلم - عن أمر سيكون، وقد وقع بعض ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع عشرة وستمائة، وقد خرج جيش عظيم من الترك، فقتلوا أهل ما وراء النهر وما دونه من جميع بلاد خراسان، ولم ينج منهم إلا من اختفى في المغارات والكهوف. . . " (١).

ويبين الإمام القرطبي - رحمه الله - أن قتال الترك قد امتد إلى زمنه فقال: " وهذا الخبر قد وقع على نحو ما أخبر صلى الله عليه وسلم، فقد قاتلهم المسلمون في عراق العجم مع سلطان خوارزم - رحمه الله - وكان الله قد نصره عليهم، ثم رجعت لهم الكرة فغلبوا على عراق العجم وغيره، وخرج منهم في هذا الوقت أمم لا يحصيهم إلا الله، حتى كأنهم يأجوج ومأجوج أو مقدمتهم، فنسأل الله تعالى أن يهلكهم ويبدد جمعهم. . . " (٢).

وهذا يبين صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن وقوع ذلك من معجزاته الباهرة (٣).


(١) عمدة القاري، شرح صحيح البخاري، ١٤/ ٢٠١، وانظر: بهجة النفوس، لابن أبي جمرة ٣/ ١٣٠.
(٢) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٧/ ٢٤٨، وانظر: فتح الباري لابن حجر، ٦/ ١٠٤.
(٣) انظر: الحديث رقم ٢١، الدرس الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>