للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاة العصر، فدعا عليهم وقال: «ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس» وثبت عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أن «عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جعل يوم الخندق يسب الكفار، وقال يا رسول الله، ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت أن تغرب الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فوالله إن صليتها " (١). فنزلنا إلى بطحان (٢). فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوضأنا، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العصر بعدما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب» (٣). فينبغي لكل مسلم وخاصة الداعية إلى الله سبحانه وتعالى أن يحرص على أداء الصلاة في وقتها.

ثالثا: من صفات الداعية: الحرص على الدقة في نقل الحديث: ظهر في هذا الحديث حرص السلف الصالح على الدقة في نقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يحيى بن سعيد القطان في قوله صلى الله عليه وسلم: «ملأ الله قبورهم وبيوتهم- أو أجوافهم نارا-» فشك رحمه الله هل قال بيوتهم أو قال أجوافهم، وهذا يدل على تحريه للصدق والدقة (٤).

فينبغي للداعية أن يحرص على الدقة في نقل الحديث (٥).

رابعا: من أساليب الدعوة: الترهيب: دل مفهوم هذا الحديث على الترهيب عن تأخير الصلاة عن وقتها؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا على من كان سببا في تأخيرها فقال: «ملأ الله بيوتهم وقبورهم نارا شغلونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس» قال الطيبي - رحمه الله - على قوله: " بيوتهم وقبورهم " " خصهما بالذكر؛ لأن أحدهما مسكن الأحياء،


(١) فوالله إن صليتها: أي والله ما صليتها. شرح النووي على صحيح مسلم، ٥/ ١٣٦.
(٢) بطحان: هو واد بالمدينة. المرجع السابق ١/ ١٣٧.
(٣) متفق عليه: البخاري، كتاب مواقيت الصلاة، باب قضاء الصلوات، الأولى فالأولى، ١/ ١٦٧، برقم ٥٩٨، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة ١/ ٤٣٨، برقم ٦٣١.
(٤) انظر: شرح صحيح البخاري للكرماني، ١٧/ ٤٠، وفتح الباري لابن حجر، ٨/ ١٩٨.
(٥) انظر: الحديث رقم ٢١، الدرس العاشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>