للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينبغي للداعية أن يبين للناس عند الحاجة أنواع هذه الدلائل التي تدل على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).

ثانيا: من صفات الصحابة رضي الله عنهم: الرغبة فيما عند الله عز وجل: ظهر في هذا الحديث رغبة الصحابة - رضي الله عنهم - فيما عند الله سبحانه وتعالى، ولهذا عندما سمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لأعطين هذه الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله» باتوا ليلتهم يخوضون فيمن يدفعها إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وما ذلك إلا لرغبتهم فيما عند الله عز وجل؛ ولهذا قال عمر - رضي الله عنه - عندما سمع هذا الخبر العظيم، ومحبة هذا الرجل لله ورسوله، ومحبة الله ورسوله له: " ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، فتساورت لها رجاء أن أدعى لها " (٢). قال النووي رحمه الله: " إنما كانت محبته لها؛ لما دلت عليه الإمارة من محبته لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبتهما له، والفتح على يديه " (٣). فينبغي للداعية إلى الله - عز وجل - أن يرغب فيما عند الله عز وجل (٤).

ثالثا: من صفات الداعية: محبة الله - عز وجل - ورسوله صلى الله عليه وسلم: دل هذا الحديث على أن محبة الله ورسوله من أعظم صفات الداعية الصادق مع الله عز وجل؛ ولهذا الفضل العظيم مدح النبي - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب؛ لاتصافه بمحبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولا شك أن محبة الله ورسوله من أعظم الواجبات على كل مسلم، وخاصة الداعية إلى الله عز وجل، ولا يكمل الإيمان إلا بالمحبة الكاملة؛ ولهذا «قال عمر - رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك " فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي


(١) انظر: الحديث رقم ٢١، الدرس الرابع.
(٢) مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، في كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ٤/ ١٨٧١، برقم ٢٤٠٥.
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم، ١٥/ ١٨٦.
(٤) انظر: الحديث رقم ١٣، الدرس الثاني، ورقم ١٦، الدرس الثالث.

<<  <  ج: ص:  >  >>