للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصدقة بها ينقطع بموتها، وثواب العلم والهدى لا ينقطع إلى يوم القيامة " (١). لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (٢). وقال صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» (٣). وقال صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، فعمل بها بعده، كتب عليه مثل وزر من عمل بها، ولا ينقص من أوزارهم شيء» (٤).

وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» (٥). وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - يرفعه: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير» (٦).

فينبغي للداعية أن يجد ويجتهد في تعليم الناس الخير وحضهم عليه.

تاسعا: من أساليب الدعوة: التشبيه: ظهر أسلوب التشبيه في هذا الحديث؛ قال الإمام الكرماني رحمه الله: " الإبل الحمر، هي أحسن أموال العرب، فيضربون بها المثل في نفاسة الشيء، وليس عندهم شيء أعظم منه، وتشبيه أمور الآخرة بأعراض الدنيا إنما هو للتقريب


(١) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، ٦/ ٢٧٦، وإكمال إكمال المعلم، للأبي ٨/ ٢٣١، ومكمل إكمال الإكمال، للسنوسي ٨/ ٢٣١.
(٢) مسلم، ٣/ ١٢٥٥، برقم ١٦٣١، وتقدم تخريجه في الحديث رقم ٢، الدرس الرابع، ص ٦٠.
(٣) مسلم، ٣/ ١٥٠٦، برقم ١٨٩٣، وتقدم تخريجه في الحديث رقم ٤٩، الدرس الثالث، ص ٣٠٩.
(٤) مسلم، كتاب العلم، باب من سن في الإسلام سنة حسنة أو سيئة؛ ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، ٤/ ٢٠٥٩ برقم ١٠١٧، من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
(٥) مسلم، في كتاب العلم، الباب السابق، ٤/ ٢٠٦٠، برقم ٢٦٧٤.
(٦) الترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، ٥/ ٥٠، برقم ٢٦٨٥، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي ٢/ ٣٤٣، وانظر: مشكاة المصابيح بتحقيق الألباني ١/ ٧٤، برقم ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>