للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عز وجل: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٣٦] (١) وقال عز وجل: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن: ٢٣] (٢) والآية الجامعة لطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والنهي عن معصيته في كل شيء، هي قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: ٧] (٣).

ثانيا: من موضوعات الدعوة: الحث على طاعة ولاة أمر المسلمين: دل هذا الحديث على أن الحث على طاعة ولاة أمر المسلمين من موضوعات الدعوة؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ". . «ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني» قال القرطبي رحمه الله: " ووجهه: أن أمير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما هو منفذ أمره، ولا يتصرف إلا بأمره، فمن أطاعه فقد أطاع أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا فكل من أطاع أمير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أطاع الرسول، ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله، فينتج أن من أطاع أمير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أطاع الله، وهو حق صحيح، وليس هذا الأمر خاصا بمن باشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتوليه الإمارة، بل هو عالم في كل أمير للمسلمين عدل، ويلزم منه نقيض ذلك في المخالفة والمعصية " (٤). فينبغي للداعية أن يحث الناس على طاعة ولاة أمر المسلمين في غير معصية، طاعة لله - عز وجل - ورسوله صلى الله عليه وسلم (٥).

ثالثا: أهمية القتال مع إمام المسلمين وحمايته من الأعداء: ظهر في هذا الحديث أهمية القتال مع إمام المسلمين وحمايته من كيد أعداء الدين؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به» وهذا


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٣٦.
(٢) سورة الجن، الآية: ٢٣.
(٣) سورة الحشر، الآية: ٧.
(٤) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، ٤/ ٣٦، وانظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ١٢/ ٤٦٥، ومرقاة المفاتيح للملا علي القاري ٧/ ٢٤٥.
(٥) انظر: الحديث رقم ٩٥، الدرس الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>