للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسعود - رضي الله عنه - «سأل النبي عن الهجرة لأخيه مجالد، فقال صلى الله عليه وسلم: " مضت الهجرة لأهلها " فقال مجاشع: على أي شيء تبايعه فقال صلى الله عليه وسلم: " أبايعه على الإسلام، والإيمان، والجهاد».

وهذا يدل على أهمية السؤال في تحصيل العلم النافع، وما يترتب عليه من الفوائد والعلم بأمور الإسلام (١).

ثانيا: من موضوعات الدعوة: الحض على أصول الإسلام: دل هذان الحديثان على أن الحث على أصول الإسلام من موضوعات الدعوة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: " أبايعه على الإسلام. . . " والمقصود ملازمة الإسلام بأركانه الخمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا؛ ولهذا «عندما سأل جبريل عليه السلام النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام فقال صلى الله عليه وسلم: " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» (٢).

فينبغي للداعية أن يحض الناس على هذه الأصول التي بني عليها الإسلام (٣).

ثالثا: من موضوعات الدعوة: الحض على أصول الإيمان: إن أصول الإيمان أعظم الموضوعات التي ينبغي للداعية أن يبينها للناس، ويوضحها توضيحا مفصلا؛ ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لمجاشع في هذا الحديث عند المبايعة لأخيه مجالد: " أبايعه على الإسلام والإيمان. . . " والمقصود بالمبايعة على الإيمان هنا: ملازمة أصول الإيمان الستة كما فسرته النصوص الأخرى؛ ولهذا «عندما سأل جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإيمان أجابه بقوله صلى الله عليه وسلم: " أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» (٤).


(١) انظر: الحديث رقم ٣، الدرس الثاني، ورقم ١٩، الدرس الرابع، ورقم ٣٠، الدرس الرابع، ورقم ٩٢، الدرس الرابع.
(٢) مسلم، كتاب الإيمان، باب الإيمان، والإسلام، والإحسان، ١/ ٣٧، برقم ٨، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
(٣) انظر: الحديث رقم ٢٢، الدرس الثاني.
(٤) مسلم، في الكتاب والباب السابقين، ١/ ٣٧، برقم ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>