للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنه من أعظم الآداب التي ينبغي للداعية أن يتخلق بها (١).

خامسا: من صفات الداعية؛ الحلم: ظهر في هذا الحديث حلم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ضبط نفسه عن هيجان الغضب فلم يغضب عندما صدر الأذى من زعيم المنافقين بقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تغبروا علينا " وخمر أنفه بردائه، وأساء الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: " أيها المرء لا أحسن مما تقول، إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا، فمن جاءك فاقصص عليه " وقابل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام القبيح بالحلم فلم يغضب، فدل ذلك على الحلم العظيم والخلق الكريم.

فينبغي لكل مسلم، وخاصة الداعية إلى الله، أن يقتدي بهذا النبي العظيم صلى الله عليه وسلم (٢).

سادسا: أهمية أدب المدعو مع العلماء والدعاة: لا ريب أن من أهم المهمات وأعظم القربات الخلق الحسن، والأدب الجميل وخاصة مع العلماء والدعاة، وقد ظهر في هذا الحديث سوء الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن المنافق عبد الله بن أبيّ قَلَّ حياؤه وساء أدبه فخمّر أنفه بردائه وقال: لا تغبروا علينا، وقال للنبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع قراءته للقرآن: " أيها المرء لا أحسن مما تقول، إن كان حقا فلا تؤذنا به في مجالسنا فمن جاءك فاقصص عليه " وكان يجب عليه أن يستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يؤذيه، ولا يرد دعوته، ولا يناديه بنداء الاستخفاف كقوله: " أيها المرء " بل كان يلزمه: أن يسلم، ويخلص، ويقول: يا رسول الله، رضينا بالله ربا وبالإِسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا.

فينبغي لجميع المدعوين أن يلزموا الأدب مع العلماء والدعاة، ويقبلوا دعوتهم، والله المستعان. (٣).


(١) انظر: الحديث رقم ٨٩، الدرس الثالث.
(٢) انظر: الحديث رقم ٣٥، الدرس الثاني، ورقم ٨٩، الدرس الخامس.
(٣) انظر: الحديث رقم ١٤، الدرس الثالث، ورقم ٢١، الدرس الأول، ورقم ٣٥، الدرس الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>