للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فينبغي للداعية أن تكون دعوته دائمة على حسب الأحوال، وحاجة الناس إلى الدعوة، ولكن ينبغي اختيار الأوقات والموضوعات المناسبة، لكل فئة.

الرابع عشر: أهمية استشارة الداعية لأصحابه: دل هذا الحديث على أن الداعية ربما يستشير أصحابه وأتباعه وهذا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولهذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال: «أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب»؟ " فأشار عليه رضي الله عنه بقوله: " أي رسول الله بأبي أنت اعف عنه واصفح فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه ويعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت " فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهذا يبين أهمية الشورى ومشاورة الداعية أصحابه، وما فيها من الفوائد (١).

الخامس عشر: من وظائف المدعو: الدفاع عن العلماء والدعاة المخلصين: يظهر في هذا الحديث أن من وظائف المدعو المخلص الصالح الدفاع عن العلماء والدعاة المخلصين؛ ولهذا دافع عبد الله بن رواحة رضي الله عنه في مجلس عبد الله بن أبيٍّ ابن سلول فقال عندما حصل النقاش: " بلى يا رسول الله فاغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك " وهذا رد على قول عبد الله بن أبي حيث قال: " فلا تؤذنا في مجالسنا ".

فينبغي الدفاع عن علماء الإِسلام بالحق في حياتهم وبعد مماتهم، والله المستعان (٢).

السادس عشر: من صفات الداعية: العفو والصفح: ظهر عفو النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن عبد الله بن أبي، حيث لما يعاقبه صلى الله عليه وسلم، ولم يقاتله، ولم يأمر أصحابه باغتياله؛ وإنما عفا عنه وصفح؛


(١) انظر: الحديث رقم ٦٤، الدرس الثالث.
(٢) انظر: الحديث رقم ٤، الدرس الثالث، ورقم ٦٣، الدرس الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>