للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا " (١).

ثانيا: من صفات الداعية: تعظيم الله عز وجل: لا ريب أن تعظيم الله سبحانه وتعالى من أهم الواجبات على كل مسلم ومسلمة وخاصة الدعاة إلى الله عز وجل؛ ولهذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظمون الله عز وجل ويكبرونه، وخاصة إذا كانوا على مكان مرتفع؛ لاستشعارهم عظمة الله عز وجل، وعلوَّه واستواءه على عرشه استواء يليق بجلاله، وكبريائه؛ ولأن الإِنسان إذا صعد على مكان مرتفع تقع عينه على عظيم خلق الله عز وجل فيتذكر أن الله أكبر وأعظم من كل شيء؛ ولهذا قال جابر رضي الله عنه: " كنا إذا صعدنا كبرنا ".

قال الله عز وجل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج: ٦٢] (٢) وقال سبحانه وتعالى: {وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: ٢٥٥] (٣).

فينبغي لكل مسلم تعظيم الله عز وجل، ومن المناسب إذا صعد على شيء كبر الله تعظيما لشأنه عز وجل (٤).

ثالثا: من صفات الداعية: تنزيه الله عز وجل: إن تنزيه الله عز وجل عما لا يليق به من النقائص والعيوب من أهم المهمات وأعظم القربات؛ ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يسبحون الله وينزهونه، وخاصة إذا هبطوا واديا أو نزلوا وانخفضوا إلى مكان منحدر؛ لاستشعارهم تنزيه الله عز وجل عن الانخفاض، قال ابن حجر رحمه الله: " وقيل: مناسبة التسبيح في الأماكن المنخفضة من جهة أن التسبيح هو التنزيه، فناسب تنزيه الله عن صفات الانخفاض كما ناسب تكبيره عند الأماكن المرتفعة " (٥).


(١) انظر: الحديث رقم ١١٠، الدرس الأول.
(٢) سورة الحج، الآية ٦٢.
(٣) سورة البقرة، الآية ٢٥٥.
(٤) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٦/ ١٣٦، ومرقاة المفاتيح لملا علي القاري، ٥/ ٣٠٩.
(٥) فتح الباري بشرح صحيح البخاري ٦/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>