للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيلة للشرك: من مشاهد، وآثار، وأشجار، وأماكن شركية؛ ولهذا قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لجرير بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «ألا تريحني من ذي الخلصة؟» وعن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أن لا تدع تمثالا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفا إلا سويته" (١).

فينبغي للداعية أن يحض الناس على هدم الأشياء الشركية، ووسائل الشرك؛ لأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بذلك.

ثالثًا: من وسائل الدعوة: بعث البعوث وإرسال الدعاة: إن من وسائل الدعوة التي لها أهمية بالغة: بعث البعوث وإرسال الرسل والدعاة إلى الله عَزَّ وجَلَّ؛ لتعليم الناس الخير والقضاء على الشرك ووسائله؛ ولهذا عرض النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على جرير بن عبد الله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ ليرسله إلى هدم ذي الخلصة، فقال: «ألا تريحني من ذي الخلصة؟» فانطلق جرير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في خمسين ومائة فارس من قومه، فهدم ذا الخلصة وكسرها وأحرقها. وقد اعتنى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذه الوسيلة، فكان يرسل الدعاة ويبعث البعوث والسرايا للدعوة إلى الله عَزَّ وجَلَّ (٢).

رابعًا: أهمية سرعة استجابة المدعو: المدعو ينبغي له الإسراع في الاستجابة لله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأن ذلك من أهم المهمات وأعظم القربات له عَزَّ وجَلَّ؛ ولهذا أسرع جرير رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ في الاستجابة لله عَزَّ وجَلَّ ولرسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانطلق بمائة وخمسين فارسًا على خيلهم حتى كسر الصنم المعروف: بذي الخلصة وحرقه (٣).

خامسًا: من صفات الداعية: التواضع: دل هذا الحديث على تواضع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ لأنه ضرب في صدر جرير بن عبد الله


(١) صحيح مسلم كتاب الجنائز باب تسوية القبر، ٢/ ٦٦٦، برقم ٩٦٩.
(٢) انظر: الحديث رقم ٦٦، الدرس الثالث، ورقم ٩٠، الدرس الثاني.
(٣) انظر: الحديث رقم ٤٥، الدرس التاسع عشر، ورقم ٥٢، الدرس الخامس.

<<  <  ج: ص:  >  >>