الصادقين؛ ولهذا استجاب الله دعاء عاصم بن ثابت - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - حينما لم ينزل في ذمة المشركين حيث قال:" أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك " فاستجاب الله دعاءه فأخبر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - أصحابه خبر عاصم وأصحابه وما أصيبوا. وهذا فيه إكرام لعاصم، وأكرمه الله كرامة أخرى وهو أنه سبحانه حمى لحمه من المشركين ففي هذا الحديث:" وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حُدِّثوِا أنه قُتِلَ ليُؤتوا بشيء منه يُعرف، وكان قد قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر، فبُعِث على عاصم مثل الظلة من الدَّبْرِ فَحَمَتْهُ من رسولهم فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا " قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وفيه استجابة دعاء المسلم وإكرامه حيّا وميتا ". (١).
وهذا يؤكد إكرام الله - عز وجل - للداعية المخلص حيّا وميتا، والله المستعان وعليه التكلان.