كتاب فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري

باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب - حديث اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا - ج: 1 - ص: 79

* شرح غريب الحديث: * العشيرة عشيرة الرجل: بنو أبيه الأقربون وقبيلته (١).

* يا معشر قريش المعشر: كل جماعةٍ أمرهم واحد، نحو: معشر المسلمين، معاشر المشركين، ومعاشر: جماعات الناس (٢) ويا معشر: مثل قوله: يا بني فلان، يا بني فلان (٣) فقوله: " يا معشر قريش " أي يا جماعة، أو يا قبيلة قريش.

* اشتروا أنفسكم من الله " العبد مشترٍ لنفسه باعتبار تخليصها من العذاب، بائع باعتبار تحصيل الثواب (٤) كأنه قال: أسلموا تسلموا من العذاب، فكان ذلك كالشراء، كأنهم جعلوا طاعة الله ثمن النجاة (٥) أما قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ} [التوبة: ١١١] (٦) فالمؤمن في هذا المقام بائع باعتبار تحصيل الثواب والثمن الجنة (٧).

أنقذوا أنفسكم من النار من الإِنقاذ: خلّصوها من النار بترك أسبابها والاشتغال بأسباب الجنة (٨) يقال: أنقذت فلانا: إذا خلصته مما يكون قد وقع فيه أو شارف أن يقع فيه (٩).

لا أغني أي: لا أدفع، والمعنى لا تتكلوا على قرابتي فإني لا أقدر على دفع مكروه يريده الله تعالى بكم (١٠).

---

(١) انظر: مختار الصحاح، لمحمد بن أبي بكر الرازي، مادة " عشر " ص ١٨٢، والمعجم الوسيط، لمجمع اللغة العربية، مادة " عشر " ٢/ ٦٠٢.
(٢) انظر: لسان العرب لابن منظور، باب الراء، فصل العين ٤/ ٥٧٤.
(٣) انظر: عمدة القاري للعيني ١٩/ ١٠٢.
(٤) انظر: لسان العرب لابن منظور، باب الياء، فصل الشين، ١٤/ ٤٢٨، وشرح الكرماني على صحيح البخاري ١٤/ ١٣١، وعمدة القاري للعيني، ١٦/ ٩٣.
(٥) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٨/ ٥٠٣.
(٦) سورة التوبة، الآية: ١١١.
(٧) انظر: فتح الباري لابن حجر، ٨/ ٥٠٣.
(٨) انظر: المقاييس في اللغة لابن فارس، كتاب النون، باب النون والقاف، مادة " نقذ " ص ١٠٤٤، وغريب ما في الصحيحين للحميدي ص ٣١٥، وحاشية السندي على سنن النسائي ٦/ ٢٤٨.
(٩) انظر: لسان العرب لابن منظور، باب الياء، فصل العين، ١٥/ ١٣٧، وجامع الأصول لابن الأثير، ٢/ ٢٩٢.
(١٠) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، ٣/ ٨٠.