للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - من وسائل الدعوة: أخذ الحذر والحيطة.

والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي: أولا: من صفات الداعية: طاعة ولي أمر المسلمين في المعروف: إن من الصفات الحميدة والأعمال الجليلة: طاعة ولي أمر المسلمين في غير معصية الله - عز وجل؛ ولهذه الأهمية بادر سلمة بن الأكوع - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - امتثال أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - فلحق بالجاسوس فقتله، وهذا يبيِّن أهمية طاعة ولي أمر المسلمين بالمعروف (١).

ثانيا: من صفات الداعية: الشجاعة: ظهر في هذا الحديث أن الشجاعة من صفات الداعية؛ ولهذا قتل ابن الأكوع الجاسوس بأمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وظهرت قوته وشجاعته - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - في ذلك كما في هذا الحديث (٢).

ثالثا: من وظائف الإمام المسلم: قتل الجاسوس الحربي الكافر: إن من الأمور المهمة أن يُقْضَى على جواسيس الكفار بالقتل، وذلك من وظائف الإمام الأعظم، يأمر به ويشرف على تنفيذه؛ ولهذا أمر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - ابن الأكوع - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بقتل الجاسوس فقتله رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ قال الإمام النووي - رحمه الله - في ذكره لفوائد هذا الحديث: " وفيه قتل الجاسوس الكافر الحربي وهو كذلك بإجماع المسلمين " (٣).

رابعا: من وسائل الدعوة: تشجيع الشجاع على شجاعته: لا شك أن من وسائل الدعوة تشجيع الشجاع على شجاعته؛ ولهذا أعطى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - سلمة بن الأكوع - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - سلب الجاسوس الذي قتله ففي هذا الحديث: «فنفله سلبه»، وفي رواية مسلم قال ابن الأكوع رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «فخرجت أشتد فكنت عند ورك الجمل، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل فأنخته، فلما وضع


(١) انظر: الحديث رقم ٩٥، الدرس الأول، ورقم ٩٦، الدرس الثاني، ورقم ١٠٢، الدرس التاسع.
(٢) انظر: الحديث رقم ٣٥، الدرس الخامس، ورقم ٦١، الدرس الثاني.
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم، ١٢/ ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>