للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علي من الذهب والورق ". وهذا يؤكد جودة نظره، وقوته حين منع الأغنياء من الحمى؛ ولهذا قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وفي الحديث ما كان فيه عمر من القوة وجودة النظر، والشفقة على المسلمين " (١).

سادسا: من أساليب الدعوة: الترهيب: دل هذا الحديث على أن أسلوب الترهيب من أهم الأساليب في الدعوة إلى الله - عز وجل؛ ولهذا قال عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لمولاه: " واتقِ دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب "، وهذا فيه تخويف من دعوة المظلوم، وحينئذ يبتعد الإِنسان عن الظلم ووسائله (٢).

سابعا: من أساليب الدعوة: الاستفهام الإنكاري: ظهر في هذا الحديث أسلوب الاستفهام الإِنكاري، وذلك في قول عمر - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - لمولاه: " أفتاركهم أنا؟ " قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " استفهام إنكاري، معناه لا أتركهم محتاجين " (٣) وهذا يؤكد أهمية هذا الأسلوب (٤).

ثامنا: من أساليب الدعوة: التأكيد بالقسم: دل هذا الحديث على أن من أساليب الدعوة التأكيد بالقسم؛ ولهذا قال عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " وأيم الله إنهم ليرون أني قد ظلمتهم؛ إنها لبلادهم فقاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الإِسلام، والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شبرا ". وهذا يؤكد أهمية التوكيد بالقسم في الدعوة إلى الله - عز وجل - (٥).

تاسعا: أهمية رعاية مصالح المسلمين: ظهر في هذا الحديث عناية عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بمصالح المسلمين


(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٦/ ١٧٧.
(٢) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الثالث عشر، ورقم ١٢، الدرس الثالث.
(٣) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٦/ ١٧٧.
(٤) انظر: الحديث رقم ٤، الدرس الرابع.
(٥) انظر: الحديث رقم ١٠، الدرس الخامس، ورقم ١٤، الدرس الخامس أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>