للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني عشر: أهمية محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته: محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته من أعظم الصفات الواجبة التي يتأكد على كل مسلم أن يتصف بها وخاصة الداعية إلى الله عزّ وجلّ؛ ولهذه الأهمية قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه في هذا الحديث: «والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبّ إليّ أن أصل من قرابتي»، وهذا يبين عظم محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته في قلوب أصحابه صلى الله عليه وسلم. فينبغي أن يتصف كل مسلم بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من النفس، والمال، والولد، والوالد، والناس أجمعين، كما يظهر في هذا الحديث أن من كمال الإيمان تقديم محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الصالحين على محبة الأقرباء، إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم (١).

الثالث عشر: من أساليب الدعوة: ذكر الداعية بعض مناقبه عند الحاجة انتصارا للحق: لا شك أن من الأساليب النافعة عند الحاجة إليها، ذكر الداعية بعض مناقبه التي يكون في إظهارها نفع للمدعوين؛ ولهذا أظهر أبو بكر بعض مناقبه في هذا الحديث عندما رأى أن المصلحة تقتضي ذلك، فقال رضي الله عنه: «فلم آل جهدا عن الخير، ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته»، وهذه منقبة من أعظم المناقب العظيمة لأبي بكر رضي الله عنه، ذكرها انتصارا للحق (٢).

الرابع عشر: من صفات الداعية: العفو والصفح: العفو والصفح من أعظم الصفات السامية التي يتصف بها النبلاء: من العلماء، والدعاة، وأهل الديانة المستقيمة، والأخلاق الكريمة، ولهذا عفا وصفح الصديق رضي الله عنه عما حصل من علي رضي الله عنه؛ لأن عليا رضي الله عنه يرى أن الحق معه حتى تبين له الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا نورث ما تركنا صدقة»، وعند اتضاح الحق لعليّ عفا عنه أبو بكر؛ ولهذا جاء في هذا "الحديث: «فلما صلى أبو بكر الظهر رقي المنبر فتشهد وذكر شأن عليّ


(١) انظر: الحديث رقم ٦٢، الدرس الثامن، ورقم ٦٣، الدرس الثامن.
(٢) انظر. الحديث رقم ٦١، الدرس التاسع، ورقم ٧٧، الدرس الثالث عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>