للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولا: من صفات الداعية: مراعاة أحوال المدعوين: مراعاة أحوال المدعوين من الأمور المهمة، التي ينبغي للداعية أن يعتني بها؛ وقد دل مفهوم هذا الحديث على ذلك؛ لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قسم لبني المطلب، وبني هاشم من سهم ذوي القربى ولم يقسم لبني عبد شمس ولا لبني نوفل؛ لأن بني المطلب ناصروا بني هاشم في الشدة والرخاء، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "العلة النصرة، فلذلك دخل بنو هاشم وبنو المطلب ولم يدخل بنو عبد شمس وبنو نوفل؛ لفقدان جزء العلة أو شرطها" (١) وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله يقول: "بنو المطلب ناصروا بني هاشم في الشدة والرخاء، في الجاهلية والإسلام" (٢) وهذا يؤكد مراعاة أحوال المدعوين (٣).

ثانيا: أهمية السؤال عما أشكل: السؤال عما أشكل من الأمور المهمة التي ينبغي للداعية أن يعتني بها؛ وقد ظهر في هذا الحديث أهمية السؤال عما أشكل؛ لأن جبير بن مطعم وعثمان بن عفان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما سألا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالا: أعطيت بني المطلب وتركتنا، ونحن وهم منك بمنزلة واحدة؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد"، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وفي الحديث حجة للشافعي ومن وافقه أن سهم ذي القربى لبني هاشم والمطلب خاصة دون بقية قرابة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قريش" (٤) وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله يقول: "بنو المطلب يعطون من الخمس؛ لأنهم ناصروا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الجاهلية والإِسلام، ويعطون من الزكاة على الصحيح؛ لأن منع الزكاة عن بني هاشم فقط " (٥) وهذا يؤكد أهمية السؤال للداعية، فينبغي أن يسأل عما أشكل عليه أهل العلم الراسخين فيه، والله المستعان (٦).


(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٦/ ٢٤٦.
(٢) سمعت ذلك من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٤٢٢٩، من صحيح البخاري.
(٣) انظر الحديث رقم ١٩، الدرس الثالث، ورقم ٥٨، الدرس السابع.
(٤) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٦/ ٢٤٥.
(٥) سمعت ذلك من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٣١٤٠ من صحيح البخاري.
(٦) انظر: الحديث رقم ٥٨، الدرس السادس، ورقم ٩٢، الدرس الرابع.

<<  <  ج: ص:  >  >>