للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٢ - أهمية عدم احتقار الصغار في الأمور المهمة.

١٣ - من صفات الداعية: التزام الأدب والتلطف ولين الكلام مع الكبير والصغير.

١٤ - من أساليب الدعوة: التأكيد بالقسم.

والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:

أولا: من صفات الداعية: الحرص على تعليم الأقارب: الحرص على تعليم الأقارب، من الأولاد وغيرهم من صفات الداعية الصادق، وقد ظهرت هذه الصفة في هذا الحديث؛ لأن عبد الرحمن بن عوف رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ علم ابنه إبراهيم هذا الحديث الذي يدل على شجاعة معاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، ثم علمه إبراهيم بن عبد الرحمن لابنه صالح، وهذا يؤكد أهمية الحرص على تعليم الأبناء والأقارب ما ينفعهم (١).

ثانيا: أهمية سؤال الداعية عما أشكل عليه: إن الداعية الحريص على العلم والفهم ينبغي له أن يسأل عن كل ما يشكل عليه؛ ليكون على بصيرة، وقد ظهر ذلك في هذا الحديث؛ لأن معاذ ابن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح سألا عبد الرحمن بن عوف عن أبي جهل فقال كل منهما على انفراد: "يا عم هل تعرف أبا جهل؟ " وبعد السؤال أجابهما عبد الرحمن رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بعد أن رأى أبا جهل يجول في الناس بقوله: "ألا إن هذا صاحبكما الذي سألتماني عنه، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه"، وهذا يؤكد أهمية السؤال عما أشكل؛ لتحصل البصيرة والعلم بما سُئل عنه (٢).

ثالثا: من صفات الداعية: الشجاعة: الشجاعة صفة حميدة ينبغي أن يتصف بها الداعية عقليا وقلبيا، وقد ظهرت هذه الصفة في هذا الحديث، وذلك أن معاذ بن عفراء، ومعاذ بن عمرو بن الجموح، شدّا على أبي جهل مثل الصقرين حتى ضرباه فقتلاه. وهذا يثبت


(١) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس الأول، ورقم ٣٦، الدرس الخامس، ورقم ١٠١، الدرس الخامس.
(٢) انظر: الحديث رقم ٩٤، الدرس الرابع، ورقم ١٤٤، الدرس الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>