للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجالا حديث عهدهم بكفر، أما ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعوا إلى رحالكم برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»، وهذا يؤكد أن أهل الصلاح والتقوى من أصناف المدعوين (١).

الثامن عشر: من صفات الداعية: التواضع: النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعظم الناس تواضعا؛ ولهذا ركب على البغلة في معركة حنين ثم نزل إلى الأرض فقاتل ففتح الله عليه، وهذا يدل على شجاعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتواضعه، فينبغي لكل مسلم أن يتواضع لله وخاصة الداعية إلى الله عزَّ وجلَّ؛ لما لذلك من الفوائد والتأثير على قلوب المدعوين (٢).

التاسع عشر: من أساليب الدعوة: الاستفهام الإنكاري: إن الاستفهام الإنكاري من الأساليب الدعوية التي ينبغي للداعية أن يعتني بها؛ ولهذا استخدم هذا الأسلوب في هذا الحديث؛ لقول هشام: «يا أبا حمزة وأنت شاهد ذاك؟ قال: " وأين أغيب عنه» وهذا استفهام إنكاري (٣).

العشرون: من صفات الداعية: مراعاة أحوال المدعوين: ظهر في هذا الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راعى أحوال المدعوين، فمن كان منهم من أهل الإيمان الكامل الذي لا نقص فيه لم يقسم له من الغنائم في معركة حنين، ومن كان دون ذلك أعطاه العطاء العظيم؛ ليقوى إيمانه، ويجذب قلبه إلى الإسلام، وقد كان أصحاب الفضل العظيم في كمال الإيمان الأنصار رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، وهذا يؤكد أهمية مراعاة أحوال المدعوين، والله المستعان (٤).


(١) انظر: الحديث رقم ٧١، الدرس السابع، ورقم ٧٦، الدرس الرابع.
(٢) انظر: الحديث رقم ٣٣، الدرس الحادي عشر، والحديث رقم ٦٢، الدرس الثالث.
(٣) انظر: الحديث رقم ٤، الدرس الرابع.
(٤) انظر: الحديث رقم ١٧٣، الدرس التاسع، ثم انظر: الحديث رقم ١٩، الدرس الثالث.

<<  <  ج: ص:  >  >>