للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَدِمَ أَبُو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ، فَسَمِعَتِ الأَنصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَتْ صَلاة الصُّبْح مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا صَلَّى بِهم الفَجْرَ انْصَرَفَ، فَتَعرَّضُوا لَهُ، فتَبَسَّمَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ رَآهُمْ وَقَالَ: "أظنُّكُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عبيدَةَ قَدْ جَاءَ بِشيءٍ "، قَالوا: أَجَلْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ؟ "فَأَبْشرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسرُكُمْ، فَوَاللهِ لَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُم الدُّنْيَا كَمَا بُسِطتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» (١).

وفي رواية: " وَتُلْهِيكُمْ كَمَا أَلْهَتْهُمْ ". (٢).

* شرح غريب الحديث: * " فوافت " أي أتت، يقال: وافيته موافاةً: أتيته، ووافيت القوم: أتيتهم (٣).

* " أمِّلوا " هذا أمر بالرجاء يقال: أمَلَهُ أمْلا، وأمَّلَهُ: رجاه وترقبه (٤).

* " فتنافسوها " أي تتحاسدون فيها فتختلفون، وتتقاتلون فيُهلك بعضكم بعضا (٥).

* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:

١ - من وسائل الدعوة: بعث البعوث وإرسال الدعاة.


(١) [الحديث ٣١٥٨] طرفاه في كتاب المغازي، باب، ٥/ ٢٣، برقم ٤٠١٥. وكتاب الرقاق، باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها، ٧/ ٢٢١، برقم ٦٤٢٥. وأخرجه مسلم في كتاب الزهد والرقائق، ٤/ ٢٢٧٣، برقم ٢٩٦١.
(٢) من الطرف رقم: ٦٤٢٥.
(٣) انظر: المصباح المنير، للفيّومي، كتاب الفاء، مادة: "وفى" ٢/ ٦٦٧، والقاموس المحيط للفيروز آبادي، باب الياء فصل الواو، ص ١٧٣١.
(٤) انظر: المرجع السابق، باب اللام فصل الهمزة، ص ١٢٤٤، والمصباح المنير للفيومي، كتاب الألف، مادة: "أملت " ١/ ٢٢، والمعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية ١/ ٢٧.
(٥) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، ٧/ ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>