وأمثالها، فهاتان الحسنة والسيئة بهذا المعنى من عند الله؛ لأنه عز وجل يبلو عباده ابتلاء وانتقاماً، ورفعة؛ تربية لعباده كما قال سبحانه: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا (٧٨)} [النساء/٧٨].
- دفع عقوبة السيئات:
إذا عمل المؤمن سيئة فعقوبتها تندفع عنه بما يلي:
إما أن يتوب إلى الله فيتوب الله عليه .. أو يستغفر فيغفر الله له .. أو يعمل حسنات تمحوها .. أو يدعو له إخوانه المؤمنون ويستغفروا له .. أو يهدوا له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به .. أو يبتليه الله في الدنيا بمصائب تكفِّر عنه .. أو يبتليه في البرزخ بمصائب فيكفِّر بها عنه .. أو يبتليه في عرصات القيامة بما يكفِّر عنه .. أو يشفع فيه نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - .. أو يرحمه أرحم الراحمين، والله غفور رحيم.
- الطاعات والمعاصي:
الطاعة تُولِّد المنفعة، وتثمر الأخلاق الحسنة، والمعصية تُولِّد المضرة، وتثمر الأخلاق السيئة، فالشمس والقمر، والنبات والحيوان، والبر والبحر أطاعت ربها فخرج منها منافع كثيرة لا يحصيها إلا الله تعالى، والأنبياء لما أطاعوا الله خرج منهم من الخير ما لا يحصيه إلا الله تعالى.
وإبليس لما عصى ربه وأبى واستكبر خرج بسببه من الشرور والفساد في الأرض ما لا يحصيه إلا الله تعالى.
وهكذا الإنسان إذا أطاع ربه خرج منه من الخير والمنافع له ولغيره ما لا يحصيه إلا الله تعالى، وإذا عصى ربه خرج منه من الشر والمضار له ولغيره ما لا يحصيه إلا الله تعالى.
- آثار الطاعات والمعاصي:
جعل الله عز وجل للطاعات والحسنات آثاراً لذيذة طيبة محبوبة، لذّتها فوق لذة