وخَلَع يَدَه من الطاعةِ، وثوبٌ قصيرُ اليدِ: إذا كان يَقصُرُ أن يُلتَحَف به ... واليد: الغني والقدرة، تقول: عليه يَدٌ، أى: قدرة .. ولا آتيه يَدَ الدَّهر: يعني الدَّهر كُلَّه، ولقيته أوَّلَ ذاتِ يَدَيْنِ، أي: أولَ شيءٍ"
(و) كذلك من المُفيدِ أن نُشِير إلى أنَّ كُراعاً ضمَّن كتابه كثيرًا من الكلماتِ
اللَّهجية الخاصة بالجنوب العربي -موطنه الأول- ومن ذلك قوله: المِقْود: الأنف عند أهل اليمن، وقوله: الواقف -بلغه أهل اليمن- القدم. وفي الورقة السابعة وحدها توجد أربع كلمات يمنية أخرى.
(ز) كذلك ضمَّن كراع كتابه بعضَ التعبيرات المُعَيَّنة التي ربما كانت تمثل عربية مصر في وقته. ومن ذلك قوله:
١ - يقال: رفَّ الحاجب: اخْتَلَج.
٢ - يقال: فشّ القفلَ: إذا فَتَحه بغير مِفتاح.
٣ - يقال: فَحَم الصبيُّ: إذا بكى حتى ينقطع صوتُه.
٤ - يقال -للذي يُوزَنُ به-: الصَّنْجَة، والعامة تقول: السنجة.
وما زالت هذه التعبيرات شائعةَ الاستعمالِ في مصر حتى الآن.
ومن الأهمية بمكانٍ أن نُشيرَ إلى أننا لم نجد هذه التعبيرات في جَمْهرةِ ابنِ دُرَيْد. مع أنَّ ابنَ دُرَيد كان مُعاصراً لكُراع، ولكنَّهَ كان يَعيشُ في بِيئَة أخرى.
(ح) وأخيراً لابدّ أن نُشير إلى أن نظامَ هذا الكتابِ لم يكن مألوفًا لدى اللُّغويين. ولا يوجد كِتابٌ في المُشْتَركِ اللفظُ اتبعه، سواء كان قبل كراع أو بعده. وإنما اتبع هذا النظام في كتب المُترادفات، حيث قُسّمت إلى أبوابٍ بحسبِ المعاني. ولعلَّ هذا هو السرُّ في الخَطأ الذى وقع