للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

راء بجهام، ورام بسهام وطاعن بكلام، وظاعن بملام، وراجم بسلام غير راحم بسلام» «١».

كما يشيع في الرسالة اعتداد السيوطي بنفسه وعلمه، فهو يعبر عن ذلك نثرا ثم لا يلبث أن ينظم شعرا يقول فيه:

إذا المشكلات تصدين لي ... كشفت حقائقها بالنظر

إلى أن يقول:

ولست بإمعة في الرجال ... أسائل هذا وذا ما الخبر

ولكنني مدره الأصغرين ... أقضى بما قد مضى ما غبر

ثم يهاجم السيوطي أعداءه الكثيرين ويبدو من رسالته أنه يخص بالهجوم ابن الكركي الذي كان يشي به آنذاك عند السلطان، وكان ابن الكركي إمام السلطان قايتباي، ويشتد السيوطي في هجومه حتى يقول عن خصمه «كلما سمع مني بمسألة يجهلها أكثر النعيق، وتابع النهيق ... فيا سبحان الله ما أنت وذا هل أنت إلا مغنّ وراء الزفف ... الخ» «٢».

وهكذا يستمر السيوطي في مهاجمة ابن الكركي ومهاجمة غيره بأعنف أسلوب يمكن أن يكتب في الهجوم، ويعتمد السيوطي على ثروته اللغوية في هجومه الشديد وهجائه لخصومه فهو يصفهم بأنهم «حثالة حقالة حفالة رذالة بذالة نخالة سحالة وصالة هزالة نقالة غسالة بوالة زيالة ... الخ» «٣».

وقد أورد السيوطي في رسالته مجموعة من الأشعار صور بها نواحي الفساد التي تخللت البيئات العلمية مما جعله يؤثر الابتعاد عنها والانقطاع في بيته فمن ذلك قول الشاعر:

رأيت فقيه الشكل لا علم عنده ... ويقنع من حال الفقاهة بالاسم

فقلت وقد وافى بتضليع عمّة ... تضلّع جهلا ما تضلع من علم


(١) المقامة اللؤلؤية ص ٤.
(٢) المصدر السابق ص ٤، ٥.
(٣) نفس المصدر ص ٦.

<<  <   >  >>