أما مسألة الفطرة فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:(كل مولود يولد على الفطرة)، وقد تنوع كلام السلف في الفطرة.
فبعضهم قال: الفطرة هي التوحيد.
وقال بعضهم: الفطرة هي الإسلام.
وقال بعضهم: الفطرة هي الملة.
إلى غير ذلك.
وقد اختلفت الرواية عن الإمام أحمد رحمه الله في تفسيره للفطرة، وهو اختلاف تنوع أو اختلاف لفظي.
ولا يقول أحد من السلف إن المراد بالفطرة الإسلام المفصَّل، فإن الإسلام المفصَّل لا يمكن أن يعلم بالفطرة، بل لا يتلقى إلا من الوحي، وقد قال الله عن نبيه صلى الله عليه وسلم:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ}[الشورى:٥٢]، قال أهل التفسير من أئمة السلف:(ولا الإيمان) أي: ولا تفاصيل الإيمان؛ وهو الشرائع، لأن الشرائع إنما تلقاها بالوحي، وكذلك تفصيل دلائل التوحيد، وإلا فإن أصول التوحيد كان النبي عليه الصلاة والسلام عليها قبل بعثته.