للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعده، وهذا قول مالك- رضى الله عنه- وجمهور العلماء، واختاره (١) [القاضى] (٢) أبو بكر [بن] (٣) الباقلانى (٤).

قال [ابن الباقلانى] (٥): وهو أصح القولين مع احتمالهما.

قال: والذى نقوله (٦): إن ترتيب السور ليس بواجب فى الكتابة ولا فى الصلاة، ولا فى الدرس والتلقين (٧).

قال: وأما [عند] (٨) من يقول: إن ذلك بتوقيف (٩) من النبى صلى الله عليه وسلم، فيتأول ذلك على أنه تام قبل التوقيف، وكانت (١٠) هاتان السورتان هكذا فى مصحف أبىّ.

قال: ولا خلاف أنه يجوز للمصلى أن يقرأ فى الركعة الثانية سورة قبل التى قرأها فى الأولى، وإنما يكره ذلك فى ركعة (١١) ولمن يتلو فى غير صلاة (١٢).

قال: وقد أباحه بعضهم، وتأول نهى السلف عن قراءة القرآن منكوسا على من يقرأ من آخر السورة إلى أولها.

قال: ولا خلاف أن ترتيب [آيات] (١٣) كل سورة بتوقيف من الله تعالى على ما هو عليه الآن فى المصاحف، وهكذا نقلته (١٤) الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم. انتهى كلام القاضى. والله سبحانه وتعالى أعلم.

وإنما كتب (١٥) عدة مصاحف؛ لأنه قصد إنفاذ ما وقع الإجماع عليه إلى أقطار بلاد


(١) فى م: واختيار.
(٢) سقط فى م.
(٣) زيادة من ز، د.
(٤) هو محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر، أبو بكر. المعروف بالباقلانى- بكسر القاف- نسبته إلى بيع الباقلاء ويعرف أيضا بابن الباقلانى وبالقاضى أبى بكر. ولد بالبصرة. وسكن بغداد وتوفى فيها.
وهو المتكلم المشهور الذى رد على الرافضة والمعتزلة والجهمية وغيرهم. كان فى العقيدة على مذهب الأشعرى، وعلى مذهب مالك فى الفروع، وانتهت إليه رئاسة المذهب. ولى القضاء. أرسله عضد الدولة سفيرا إلى ملك الروم فأحسن السفارة وجرت له مناظرات مع علماء النصرانية بين يدى ملكها.
من تصانيفه: «إعجاز القرآن»، و «الإنصاف» و «البيان عن الفرق بين المعجزات والكرامات»، و «التقريب والإرشاد» فى أصول الفقه قال فيه الزركشى هو أجلّ كتاب فى هذا الفن مطلقا توفى سنة ٤٠٣ هـ. ينظر: الأعلام للزركلى (٧/ ٤٦)، تاريخ بغداد (٥/ ٣٧٩)، ووفيات الأعيان (١/ ٦٠٩)، والبحر المحيط فى الأصول للزركشى، المقدمة.
(٥) سقط فى م.
(٦) فى م: يقول.
(٧) فى م: والتلقين فبتأول.
(٨) سقط فى ص.
(٩) فى ص: يتوقف.
(١٠) فى ز: وكان.
(١١) فى د: الركعة.
(١٢) فى م: الصلاة.
(١٣) سقط فى م.
(١٤) فى ص: نقلت.
(١٥) فى م: كتبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>