للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبو طاهر بن عمر، من غير طريق الجوهرى، وابن شيطا، ثلاثتهم عن ابن مجاهد، وروى ابن بشار (١) عن الدورى الكارزينى (٢) عن أصحابه [عن السوسى] (٣).

ورواه أيضا (٤) عن أبى عمرو العباس ابن الفضل (٥)، وبهما قرأ الدانى.

وجه إدغام القاف فى الكاف والكاف فى القاف: تقارب المخرجين، والتجانس فى الشدة والانفتاح، وشرط التحرك لتحقق الثقل، وزيادة الميم لتحقق الثقل بكثرة الحروف والحركات.

ووجه إظهار طَلَّقَكُنَّ [التحريم: ٥]: كراهة اجتماع ثلاث تشديدات فى كلمة.

[ووجه إدغامها] (٦): اجتماع ثقل الجمع وثقل التأنيث.

ثم انتقل [للحاء] (٧)، أى: تدغم الحاء فى حرف واحد، وهو العين، من كلمة واحدة وهو زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ [آل عمران: ١٨٥] خاصة، ورواه اليزيدى عنه.

قال المصنف: [وهو] (٨) مما ورد فيه الخلاف عن المدغمين: فروى إدغامه أهل الأداء، وعليه جميع طرق ابن فرح عن الدورى، وابن جرير من جميع طرقه عن السوسى، وخرج نحو لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ [طه: ٩١]، فَلا جُناحَ عَلَيْهِ [البقرة: ١٥٨]، ولا جُناحَ عَلَيْكُمْ [البقرة: ٢٣٦].

وجه الإدغام: اشتراكهما مخرجا وانفتاحا واستفالا، وزادت العين بالجهر وبعض الشدة.

ووجه التخصيص: كثرة الحروف وتكرّر المثلين.

وأما قول اليزيدى: من العرب من يدغم الحاء فى العين، وكان أبو عمرو لا يرى ذلك- فمعناه: لا يراه (٩) قياسا بل سماعا، بدليل صحته عن أبى عمرو نفسه.

وروى أبو القاسم عن الدورى إدغام فَلا جُناحَ عَلَيْهِ [البقرة: ١٥٨]، الْمَسِيحُ عِيسَى [آل عمران: ٤٥]، والرِّيحَ عاصِفَةً [الأنبياء: ٨١]، والإظهار أصح، وعليه العمل، ويعضده الإجماع على إظهار الحاء الساكنة التى إدغامها أكبر من المتحركة (١٠) فى نحو فَاصْفَحْ عَنْهُمْ [الزخرف: ٨٩]؛ فدل على أن إدغام الحاء فى العين سماع.

ص:

والذّال فى سين وصاد الجيم صح ... من ذى المعارج وشطأه رجح


(١) فى م، ص: ابن يسار.
(٢) فى م: الكازرونى.
(٣) سقط فى د.
(٤) فى م، ص، د: نصا.
(٥) فى م: ابن فضل.
(٦) سقط فى م.
(٧) سقط فى د.
(٨) سقط فى م.
(٩) فى م: لا يرى.
(١٠) فى م، د، ص: المحركة.

<<  <  ج: ص:  >  >>