للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوم من بنيانه ما كان قد انعكس؛ فهو الجدير بأن يقال فيه:

تحيا بكم كلّ أرض تنزلون بها ... كأنكم لبقاع الأرض أمطار

وهذا علم قد أهمل، وباب قد أغلق وأخمل (١)، وهو السبب الأعظم فى ترك كثير من القراءات، وضياع كثير (٢) من الوجوه والروايات، وإذا كان السند من أركان القراءة (٣) - كما تقدم- تعين أن يعرف حال رجال القراءات، كما يعرف حال رجال الحديث، لا جرم اعتنى الناس بذلك قديما، وحرص الأئمة على ضبطه [تحريرا] (٤) عظيما، وأفضل من جمع ذلك ونقّحه وهذّبه إماما المغرب والمشرق (٥) أبو عمرو الدانى، والحافظ أبو العلاء الهمذانى، وجمع المصنف فى ذلك كتابا سماه: «غاية النهاية فى أسماء رجال القراءات أولى الدراية والرواية»، وهو كتاب عظيم جامع فى هذا الشأن. [والله المستعان، وعليه توكلنا، وهو حسبنا ونعم الوكيل] (٦).

ص:

جعلت رمزهم على التّرتيب ... من نافع كذا إلى يعقوب

ش: (رمزهم) مفعول (جعلت)، و (على الترتيب) يتعلق به، و (من نافع) يتعلق ب (الترتيب)، و (إلى يعقوب) يتعلق بمحذوف، أى: ينتهى إلى يعقوب.

ص:

أبج دهز حطّى كلم نصع فضق ... رست ثخذ ظغش على هذا النّسق

ش: (أبج) بدل من (رمزهم) (٧) و (على هذا) حال من البدل.

أى: جعلت كل كلمة من هذه (٨) الكلمات المذكورة دليلا على كل قارئ، ووزعت الحروف عليهم باعتبار تركيبها ونظمى للقراء، فجعلت الأول للأول، ثم الذى يليه للذى يليه (٩)، فالتسع كلمات (١٠) علامة التسعة القراء (١١)، ف (أبج) لنافع وراوييه، فالهمزة لنافع والباء لقالون، والجيم لورش، وهكذا إلى يعقوب، وهو التاسع.

ثم كمل فقال:

ص:

والواو فاصل ولا رمز يرد ... عن خلف لأنّه لم ينفرد

ش: يعنى أنه إذا ذكر الوجه بترجمته إن كانت، وذكر بعده قارئه بحرف (١٢) مما تقدم،


(١) فى م: وأمهل، وفى ز، ص: وأجمل.
(٢) فى م: أكثر.
(٣) فى د: القراءات.
(٤) زيادة من م.
(٥) فى م: إمامان بالمشرق والمغرب، وفى د: إماما الغرب والشرق، وفى ص: إمام.
(٦) زيادة من م.
(٧) فى د: هذا.
(٨) فى د: هؤلاء.
(٩) فى م: للإمام الذى بعده وراوييه، وهكذا البقية.
(١٠) فى د: فالكلمات التسعة.
(١١) فى م: القراء، وفى د: القراء التسعة.
(١٢) فى م: بحرفه.

<<  <  ج: ص:  >  >>