للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أى: بسبب ما تقدم كن أيها القارئ على طريق (١) السلف فى كل مقروء، سواء كان مجمعا عليه أو مختلفا فيه، واعتقد ذلك ولا تخرج عنه تصادف رشدا.

ثم شرع فى سبب اختلاف القراء فى القراءة، فقال:

ص:

وأصل الاختلاف أنّ ربّنا ... أنزله بسبعة مهوّنا

ش: الواو للاستئناف و (أصل) مبتدأ، و (الاختلاف) مضاف إليه، والخبر (أنّ) ومعمولاها، و (بسبعة) يتعلق ب (أنزل)، و (مهونا) حال من فاعل (أنزل) أو مفعوله.

أى: وأصل اختلاف القراء (٢) فى ألفاظ القرآن إنزال الله تعالى له على سبعة أحرف؛ طلبا للتخفيف والتهوين على الأمة، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم: «إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف» كما سيأتى، ثم ذكر ما المراد بالأحرف فقال: وفى لفظ الترمذى عن أنس قال:

لقى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أحجار المراء (٣)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: «إنّى بعثت إلى أمة أمّيين فيهم الشّيخ الفانى، والعجوز (٤) الكبيرة، والغلام. قال:

فمرهم فليقرءوا (٥) القرآن على سبعة أحرف» (٦)، وفى لفظ لأبى بكرة (٧): «كلّ شاف، ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب، وهو كقولك: هلم وتعال، وأقبل وأسرع، واذهب واعجل» (٨). وفى لفظ لعمرو بن العاص (٩): «وأىّ ذلك قرأتم فقد أصبتم، ولا


(١) فى م: سبيل، وفى ص: منهج سبيل.
(٢) فى م: الاختلاف بين القراء.
(٣) فى د: المروة.
(٤) فى م: العجوزة.
(٥) فى م: أن يقرءوا.
(٦) أخرجه الطيالسى (٥٤٣) وأحمد (٥/ ١٣٢) والترمذى (٥/ ٦٠) فى القراءات (٢٩٤٤) وابن حبان (٧٣٩).
(٧) هو نفيع بن الحارث بن كلدة، أبو بكرة الثقفى. صحابى، من أهل الطائف. له ١٣٢ حديثا، توفى بالبصرة. وإنما قيل له «أبو بكرة» لأنه تدلى ببكرة من حصن الطائف إلى النبى صلى الله عليه وسلم. وهو ممن اعتزل الفتنة يوم «الجمل» وأيام «صفين». روى عن النبى صلى الله عليه وسلم وروى عنه أولاده توفى سنة ٥٢ هـ. ينظر:
الإصابة (٣/ ٥٧١)، وأسد الغابة (٥/ ٣٨)، والأعلام (٩/ ١٧).
(٨) أخرجه ابن جرير فى تفسيره (١/ ٤٠، ٤٧) وذكره الهيثمى فى المجمع (٧/ ١٥٤) وقال: رواه أحمد والطبرانى بنحوه إلا أنه قال «واذهب وأدبر» وفيه على بن زيد بن جدعان وهو سيئ الحفظ وقد توبع وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
(٩) هو عمرو بن العاص بن وائل، أبو عبد الله، السهمى القرشى، فاتح مصر، وأحد عظماء العرب وقادة الإسلام وذكر الزبير بن بكار والواقدى بسندين لهما أن إسلامه كان على يد النجاشى وهو بأرض الحبشة. وولاه النبى صلى الله عليه وسلم إمرة جيش «ذات السلاسل» وأمده بأبى بكر وعمر رضى الله عنهما، ثم استعمله على عمان. ثم كان من أمراء الجيوش فى الجهاد بالشام فى زمن عمر وولاه عمر فلسطين ومصر. وله فى كتب الحديث ٣٩ حديثا. توفى سنة ٤٣ هـ. ينظر الإصابة (٣/ ٢)، والاستيعاب (٣/ ١١٨٤)، والأعلام (٥/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>