للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى هذا العصر كان أبو معشر الطبرى بمكة مؤلف «التلخيص فى [القراءات] (١) الثمان» و «سوق العروس» فيه ألف وخمسمائة وخمسون رواية وطريقا، وتوفى سنة ثمان وسبعين وأربعمائة. ولم يجمع أحد أكثر من هذين، إلا أبو القاسم الإسكندرانى (٢)؛ فإنه جمع فى كتابه «الجامع الأكبر والبحر الأزخر» سبعة آلاف رواية وطريقا، وتوفى سنة تسع وعشرين وستمائة.

ولم ينكر أحد على هؤلاء المصنفين، ولا زعم أنهم مخالفون لشىء من الأحرف السبعة، بل ما زالت علماء الأمة يكتبون خطوطهم وشهاداتهم فى الإجازات بمثل هذه الكتب والقراءات.

وقد ادعى بعض من لا علم عنده أن الأحرف السبعة هى قراءة (٣) هؤلاء [السبعة] (٤)، بل غلب على كثير من الجهال أن القراءات الصحيحة هى التى فى «الشاطبية» و «التيسير»، وأنها (٥) هى المشار إليها فى الحديث، وكثير منهم يسمى ما عدا ما فى الكتابين شاذّا وربما كان كثير مما فى غيرهما عن (٦) غير هؤلاء السبعة أصح [من كثير مما فيهما] (٧) وسبب الاشتباه عليهم: اتفاق (٨) الكتابين مع الحديث على لفظ السبعة؛ ولذلك (٩) كره كثير اقتصار ابن مجاهد على سبعة، وقالوا: ليته زاد أو نقص؛ ليخلص من لا يعلم من هذه الشبهة.

قال أبو العباس المهدوى: ولقد فعل مسبع هؤلاء (١٠) السبعة ما لا ينبغى له أن يفعل، وأشكل على العامة حتى جهلوا ما لم يسعهم جهله.


(١) زيادة من م.
(٢) هو عيسى بن عبد العزيز بن عيسى بن عبد الواحد الموفق أبو القاسم بن الوجيه أبى محمد اللخمى، الشريشى الأصل ثم الإسكندرى المالكى، إمام فى القراءات كبير، جمع فأوعى، ولكنه خلط كثيرا، وأتى بشيوخ لا تعرف، وأسانيد لا توصف، فضعف بسبب ذلك واتهم بالكذب. قال الحافظ أبو عمرو بن الحاجب: كان ابن عيسى لو رأى ما رأى قال هذا سماعى أولى من هذا الشيخ إجازة.
ويقول جمعت كتابا فى القراءات فيه أربعة آلاف رواية، ولم يكن أهل بلده يثنون عليه، وكان فاضلا مقرئا كيس الأخلاق، مكرما لأهل العلم، قلت أما هذا الكتاب فإنه سماه الجامع الأكبر والبحر الأزخر يحتوى على سبعة آلاف رواية وطريق. وقد بالغ الحافظ الذهبى فى قوله: «هذا رجل قليل الحياء مكابر الحس فأين السبعة آلاف رواية فالقراء كلهم الذين فى التواريخ ما أظنهم يبلغون ثلاثة آلاف رجل» انتهى. توفى فى جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وستمائة بالإسكندرية رحمه الله تعالى. ينظر: غاية النهاية (١/ ٦٠٩).
(٣) فى م: قراءات.
(٤) سقط فى م.
(٥) فى م: وإنما.
(٦) فى د: من.
(٧) فى م: مما فى كثير فيهما.
(٨) فى م: اتفاقهما.
(٩) فى د، ز: وكذلك.
(١٠) فى م: هذه.

<<  <  ج: ص:  >  >>