للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان إمام الناس ب «الكوفة» فى القراءة بعد عاصم، والأعمش.

وكان ثقة كبيرا حجة قيما بكتاب الله تعالى، لم يكن له نظير، وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان، ويجلب الجبن والجوز منها إلى الكوفة، وكان شيخه الأعمش إذا رآه يقول: هذا حبر القرآن.

وقال له الإمام أبو حنيفة: شيئان غلبتنا فيهما لسنا ننازعك عليهما: القرآن، والفرائض.

وكان لا يأخذ على القرآن أجرا تمسكا بحديث أبى الدرداء: «من أخذ قوسا (١) على تعليم القرآن قلده الله قوسا من نار» (٢).

قرأ على أبى محمد الأعمش عرضا.

وقيل: الحروف فقط.

وعلى حمران بن أعين (٣)، وعلى أبى إسحاق السبيعى، وعلى محمد بن عبد الرحمن ابن أبى ليلى (٤)، وعلى طلحة بن مصرف اليامى (٥)، وعلى جعفر الصادق (٦).

وقرأ الأعمش، وطلحة على يحيى بن وثاب الأسدي.


(١) فى م: فلسا.
(٢) أخرجه البيهقى فى السنن الكبرى (٦/ ١٢٦)؟؟؟ ذكره الهندى فى الكنز (٢٨٤١) وزاد عزوه لأبى نعيم فى الحلية.
(٣) هو حمران بن أعين أبو حمزة الكوفى، مقرئ كبير، أخذ القراءة عرضا عن عبيد بن نضلة وأبى حرب ابن أبى الأسود وأبيه أبى الأسود ويحيى بن وثاب ومحمد بن على الباقر، روى القراءة عنه عرضا حمزة الزيات، وكان ثبتا فى القراءة يرمى بالرفض، قال الذهبى: توفى فى حدود الثلاثين والمائة أو قبلها. ينظر غاية النهاية (١/ ٢٦١) (١١٨٩).
(٤) هو محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، يسار- وقيل: داود- ابن بلال. أنصارى كوفى. فقيه من أصحاب الرأى. ولى القضاء ٣٣ سنة لبنى أمية، ثم لبنى العباس. له أخبار مع أبى حنيفة وغيره.
ينظر التهذيب (٩/ ٣٠١) الوافى بالوفيات (٣/ ٢٢١).
(٥) هو طلحة بن مصرف بن عمرو بن كعب أبو محمد، ويقال أبو عبد الله الهمدانى اليامى الكوفى، تابعى كبير، له اختيار فى القراءة ينسب إليه، قال العجلى اجتمع قراء الكوفة فى منزل الحكم بن
عيينة فأجمعوا على أنه أقرأ أهل الكوفة، فبلغه ذلك فغدا إلى الأعمش فقرأ عليه ليذهب عنه ذلك، أخذ القراءة عرضا عن إبراهيم بن يزيد النخعى، والأعمش، وهو أقرأ منه وأقدم، ويحيى بن وثاب روى القراءة عرضا عنه محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، وعيسى بن عمر الهمدانى، وأبان بن تغلب، وعلى بن حمزة الكسائى، وفياض بن غزوان، وهو الذى روى عنه اختياره وأقرأ به فى الرى وأخذه الناس عنه هناك، مات سنة اثنتى عشرة ومائة، قال أبو معشر: ما ترك بعده مثله. قال عبد الله بن إدريس كانوا يسمونه سيد القراء. ينظر غاية النهاية (١/ ٣٤٣) (١٤٨٨).
(٦) هو جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب الهاشمى أبو عبد الله الإمام الصادق المدنى أحد الأعلام. روى عن أبيه وجده أبى أمه القاسم بن محمد وعروة. وعنه خلق لا يحصون، منهم ابنه موسى، وشعبة، والسفيانان، ومالك. قال الشافعى وابن معين وأبو حاتم: ثقة. مات سنة ثمان وأربعين ومائة، عن ثمان وستين سنة. ينظر الخلاصة (١/ ١٦٨ - ١٦٩) (١٠٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>