للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصواب، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

وعد العلماء القراءة بغير (١) تجويد لحنا وقسموا اللحن إلى جلى وخفى، والصحيح أن اللحن خلل يطرأ على الألفاظ فيخل (٢)، إلا أن الجلى يخل إخلالا ظاهرا يعرفه (٣) القراء وغيرهم، والخفى يختص بمعرفته [أئمة] (٤) القراء الذين ضبطوا [ألفاظ الأداء] (٥) وتلقوها (٦) من أفواه (٧) العلماء.

قال الإمام أبو عبد الله الشيرازى: ويجب (٨) على القارئ أن يتلو (٩) القرآن حق تلاوته؛ صيانة للقرآن عن أن يجد (١٠) اللحن إليه سبيلا، على أن العلماء اختلفوا فى وجوب حسن الأداء فى القرآن: فذهب بعضهم إلى أن ذلك مقصور على ما يلزم المكلف قراءته فى المفروضات، وآخرون إلى وجوبه فى [كل] (١١) القرآن؛ لأنه لا رخصة فى تغيير اللفظ بالقرآن [وتعويجه] (١٢). انتهى.

والخلاف الذى ذكره غريب، بل الصواب الوجوب فى كل القرآن، وكذلك قال


من طريق سهيل بن أبى صالح عن أبيه عن عطاء بن يزيد عن تميم الدارى؛ أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «الدين النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله قال: «لله ولكتابه ولنبيه ولأئمة المسلمين وعامتهم».
وفى الباب عن أبى هريرة، وابن عباس، وغيرهما.
حديث أبى هريرة:
أخرجه الترمذى (٤/ ٢٨٦) كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء فى النصيحة، حديث (١٩٢٦)، والنسائى (٧/ ١٥٧) كتاب: البيعة، باب: النصيحة للإمام، وأحمد (٢/ ٢٩٧)، والبخارى فى التاريخ الصغير (٢/ ٣٥)، وأبو نعيم فى الحلية (٦/ ٢٤٢، ٧/ ١٤٢) عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» ثلاث مرات قالوا: يا رسول الله لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم».
وقال الترمذى: حسن صحيح.
حديث ابن عباس:
أخرجه أحمد (١/ ٣٥١)، والبزار (١/ ٤٩ - ٥٠ - كشف) رقم (٦١)، وأبو يعلى (٤/ ٢٥٩) رقم (٢٣٧٢) من حديث ابن عباس.
أما أبو يعلى والبزار، فأخرجاه من طريق زيد بن الحباب: ثنا محمد بن مسلم الطائفى، ثنا عمرو ابن دينار، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة»، قالوا: لمن يا رسول الله؟
قال: «لكتاب الله ولنبيه ولأئمة المسلمين».
(١) فى م: بلا.
(٢) فى ز، م: فتخل.
(٣) فى م: تعرفه.
(٤) سقط فى ز.
(٥) فى م: الألفاظ للأداء.
(٦) فى ص: وتلقوه.
(٧) فى ص: ألفاظ.
(٨) فى ص، م: يجب.
(٩) فى ص: يقرأ.
(١٠) فى م: لا يجد.
(١١) سقط فى م.
(١٢) سقط فى ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>