أحدهما: أنّ «أنّ» المشددة من عوامل الأسماء، و «أن» الخفيفة من عوامل الأفعال، وعوامل الأسماء أقوى من عوامل الأفعال، وإذا كانت «أنّ» المشددة لا تعمل مع الحذف وهى الأقوى، فألّا تعمل «أن» الخفيفة مع الحذف وهى الأضعف- من طريق الأولى. والثانى: أنّ «أن» الخفيفة إنما عملت النصب؛ لأنها أشبهت «أنّ» المشددة، وإذا كان الأصل المشبه به لا ينصب مع الحذف فالفرع المشبه أولى ألا ينصب مع الحذف؛ لأنه يؤدى إلى أن يكون الفرع أقوى من الأصل وذلك لا يجوز. وبقية خلاف البصريين والكوفيين فى الانتصاف (٢/ ٣٢٧). قال الأعلم الشنتمرى: وعند سيبويه رفع «أحضر»؛ لحذف الناصب وتعرّيه منه، والمعنى: لأن أحضر الوغى، وقد يجوز النصب بإضمار «أن» ضرورة وهو مذهب الكوفيين (الكتاب: ٣/ ٩٩). أما ابن يعيش فيستشهد بالبيت على اطراد حذف «أن» وإرادتها، والمراد: أن أحضر الوغى، فلما حذف «أن» ارتفع الفعل وإن كانت مرادة (شرح المفصل: ٤/ ٢٨). وأما ابن هشام فيرى حذف «أن» وارتفاع الفعل مع من رفع «أحضر» (مغنى اللبيب: ٢/ ٣٨٣). قال الفارسى: روى ابن قطرب عن أبيه أنه سمع من العرب من يقول: ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى، بنصب «أحضر» على إضمار «أن»، وهذا قبيح؛ ألا ترى أن «أن» لا تكاد تعمل مضمرة حتى يثبت منها عوض نحو الفاء أو الواو أو تعطف على اسم. المسائل العسكريات. ينظر: شواهد سيبويه (١/ ٤٥٢)، الفراء (٣/ ٢٦٥)، المقتضب (٢/ ٨٥، ١٣٦)، مجالس ثعلب (٣١٧)، الصاحبى (١٣٢، ٢٣٣) سر صناعة الإعراب (١/ ٢٨٦)، الإنصاف (٥٦٠)، العين (٤/ ٤٠٢)، شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات (١٩٢)، ديوان طرفة، شرح القصائد العشر (١٣٢)، والمحتسب (٢/ ٣٣٨)، شذور الذهب (١٥٣)، أمالى ابن الشجرى (١/ ٨٣)، شرح المفصل (٢/ ٧، ٤/ ٢٨، ٨/ ٥٢)، المغنى (٤٢٩، ٧١٣)، وابن عقيل (٢/ ١٢٨)، والهمع (١/ ٥، ١٧٥، ٢/ ١٧)، والدرر (١/ ٣، ١٥٢، ٢/ ١٢)، شرح أبيات المغنى (٥/ ٥٨، ٦/ ٣٠٥). (١) سقط فى م. (٢) فى ص: يقرأ. (٣) سقط فى د، ص. (٤) فى ص: أو تقدر أردت. (٥) فى د، ص: على تقدير. (٦) وفى د، ص: أى إن أردت قراءة القرآن وقتا ما فاقرأ قبل القراءة الاستعاذة لجميع القراءة واجهر بها، أو أى شىء قرأت من ابتداء سورة أو آية أو بعضها أو أعم.