كتاب شرح طيبة النشر للنويري

باب الهمزتين من كلمة - ص: أن كان أعجمى خلف (م) ليا ... والكل مبدل كآسى أوتيا - ج: 1 - ص: 439

وكان مكى يأخذ له بالفصل بينهما بألف، وعلى ذلك أبو الطيب وأصحابه، وهو الذى يعطيه نصوص الأئمة من أهل الأداء كابن شنبوذ، والنقاش، وابن عبد الرازق، وأبى الطيب التائب، وأبى طاهر (١) بن أبى هاشم، وابن أشتة، والشذائى، والخزاعى، والدار قطنى، والأهوازى، وجماعة كثيرة من متقدم ومتأخر، قالوا كلهم بهمزة ومد (٢).

قال المصنف: وليس هذا يعطى الفصل أو يدل عليه، ومن نظر كلام الأئمة: متقدمهم ومتأخرهم، علم أنهم لا يريدون بذلك إلا بين بين؛ فقول الدانى أقرب إلى النص وأصح فى القياس، نعم، قول الحسن بن حبيب صاحب الأخفش أقرب إلى [قول] (٣) مكى وأصحابه؛ فإنه قال فى كتابه عن ابن ذكوان عن يحيى أنه قرأ: ءَ أَعْجَمِيٌّ بمدة مطولة (٤)، كما قال ذو الرمة:

آن توهمت من خرقاء منزلة ... ... ... ... (٥)

فقال (آن) بهمزة مطولة، فهذا يدل على ما قاله (٦) مكى، ولا (٧) يمنع ما قاله الدانى؛ لأن الوزن يقوم (٨) بهما، ويستدل له به، والوزن لا يقوم بالبدل، وقد نص على ترك الفصل لابن ذكوان غير من ذكرت، ممن هو أعرف بدلائل النص: كابن شيطا، وابن سوار، وأبى العز، وابن الفحام وغيرهم، وقرأت له بالوجهين. انتهى.

فإن قلت: من أين يفهم أن الخلاف فى المد؟ قلت: من كونه أقرب محكوم.

وقوله: (والكل مبدل) أى: أجمعوا على إبدال كل همزة ساكنة بعد متحركة لغير استفهام؛ نحو: آتَى [البقرة: ١٧٧]، وأُوتِيَ [البقرة: ١٣٦]، ووَ أُوذُوا*، وأَيْمانٌ*، وائْتِيا (٩) [فصلت: ١١]، وجه الاتفاق على بدل هذا عند من يقول الساكن أثقل لزيادة الثقل، وعند غيره: لزوم الاجتماع بخلاف المتحركين تحقيقا.

---

(١) فى م، ص: وأبى الطاهر.
(٢) فى ص: ومدة.
(٣) سقط فى م.
(٤) فى ص: طويلة.
(٥) صدر بيت وعجزه:
... ... ... ... ماء الصبابة من عينيك مسجوم
والبيت فى ديوانه (١/ ٣٦٩)؛ وجمهرة اللغة ص (٧٢٠، ٨٨٦)؛ والجنى الدانى ص (٢٥٠)، وخزانة الأدب (٢/ ٣٤١، ٤/ ٣٤٥، ١٠/ ٢٩٢، ١١/ ٢٣٥ - ٢٣٨، ٤٦٦)، والخصائص (٢/ ١١)؛ ورصف المبانى ص (٢٦، ٣٧٠)؛ وسر صناعته الإعراب (٢/ ٧٢٢).
(٦) فى م: ما قال.
(٧) فى د: بينما.
(٨) فى م: المهمزون يقومون.
(٩) فى م: أسى وأتى وأوتوا، وفى د: وأوى.