للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مملوك أدّى حقّ الله تعالى من نفسه وحقّ مواليه» (١).

وروى [أيضا] (٢) الطبرانى بإسناد جيد من حديث عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من قرأ القرآن وأقرأه» (٣).

وروى البخارى والترمذى وأبو داود عن عثمان (٤) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» (٥).

وكان الإمام أبو عبد الرحمن السّلمى (٦) يقول لما يروى هذا الحديث (٧): «أقعدنى مقعدى (٨) هذا» يشير إلى جلوسه بمسجد الكوفة يقرئ القرآن، مع جلالة قدره وكثرة علمه، أربعين سنة.

وعليه قرأ الحسن (٩) والحسين (١٠)؛ ولذلك كان الأولون لا يعدلون بإقراء القرآن شيئا،


(١) أخرجه البيهقى فى الشعب (٢٧٠٢) والعقيلى فى الضعفاء الكبير (٢/ ١١٨) وضعفه بسعد بن سعيد الجرجانى عن نهشل عن الضحاك عن ابن عباس ... الحديث. وقال: ولا يصح حديثه قلت: وفيه أيضا نهشل بن سعيد وهو متروك وكذبه إسحاق بن راهويه.
(٢) سقط فى ص، وفى م: الطبرانى أيضا.
(٣) أخرجه الطبرانى فى الكبير (١٠/ ٢٠٠) (١٠٣٢٥) والخطيب فى التاريخ (٢/ ٩٦) وقال الهيثمى فى المجمع (٧/ ١٦٩): رواه الطبرانى فى الكبير والأوسط وإسناده فيه شريك وعاصم وكلاهما ثقة وفيهما ضعف.
وضعفه العلامة الألبانى فى السلسلة الصحيحة (٣/ ١٦٩).
(٤) عثمان بن عفان بن أبى العاص. قرشى أموى. أمير المؤمنين، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة من السابقين إلى الإسلام. كان غنيّا شريفا فى الجاهلية، وبذل من ماله فى نصرة الإسلام. زوجه النبى صلى الله عليه وسلم بنته رقية، فلما ماتت زوجه بنته الأخرى أم كلثوم، فسمى ذا النورين. بويع بالخلافة بعد أمير المؤمنين عمر. واتسعت رقعة الفتوح فى أيامه. أتم جمع القرآن.
وأحرق ما عدا نسخ المصحف الإمام. نقم عليه بعض الناس تقديم بعض أقاربه فى الولايات. قتله بعض الخارجين عليه بداره يوم الأضحى وهو يقرأ القرآن سنة ٣٥ هـ. ينظر: الأعلام للزركلى (٤/ ٣٧١)، و «عثمان بن عفان» لصادق إبراهيم عرجون، والبدء والتاريخ (٥/ ٧٩).
(٥) أخرجه البخارى (٨/ ٦٩٢) فى كتاب فضائل القرآن باب خيركم من تعلم القرآن وعلمه (٥٠٢٧، ٥٠٢٨) وأبو داود (١/ ٤٦٠) كتاب الصلاة باب فى ثواب قراءة القرآن (١٤٥٢) والترمذى (٥/ ٣٠ - ٣١) كتاب فضائل القرآن باب ما جاء فى تعليم القرآن (٢٩٠٧، ٢٩٠٨) وابن ماجة (١/ ٢٠٤) فى المقدمة باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (٢١١، ٢١٢) وأحمد (١/ ٥٧، ٥٨، ٦٩) والدارمى (٢/ ٤٣٧) والبزار (٣٩٦، ٣٩٧) وابن حبان (١١٨) وأبو نعيم فى الحلية (٤/ ١٩٣) والبيهقى فى الشعب (٢٢٠٥) والخطيب فى تاريخه (١١/ ٣٥) وغيرهم.
(٦) فى م: الباجى، وفى ص، د: التابعى.
(٧) فى م: هذا الذى، وفى ص: هذا الحديث مكروه.
(٨) فى م: أقعدنى هاهنا.
(٩) الحسن بن على بن أبى طالب الهاشمى أبو محمد المدنى سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته. روى عن جده صلى الله عليه وسلم له ثلاثة عشر حديثا، وأبيه وخاله هند. وروى عنه ابنه الحسن، وأبو الحوراء ربيعة
⦗٩٨⦘
وأبو وائل وابن سيرين. ولد سنة ثلاث فى رمضان. قال أنس: كان أشبههما برسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال النبى صلى الله عليه وسلم: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة». مات رضى الله عنه مسموما سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين أو بعدها. ينظر الخلاصة (١/ ٢١٦).
(١٠) هو الحسين بن على بن أبى طالب، أبو عبد الله، الهاشمى، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا وأحد سيدى شباب أهل الجنة. ولد بالمدينة وكانت إقامته بها إلى أن خرج مع أبيه إلى الكوفة، فشهد معه الجمل ثم صفين ثم قتال الخوارج وبقى معه إلى أن قتل، ثم مع أخيه إلى أن سلم الأمر إلى معاوية فتحول مع أخيه إلى المدينة. روى عن جده وأبيه وأمه وخاله هند بن أبى هالة وعمر بن الخطاب. روى عنه أخوه الحسن وبنوه على زين العابدين وفاطمة وحفيده الباقر والشعبى وآخرون. أخرج له أصحاب السنن أحاديث يسيرة. كان فاضلا عابدا. قتل بالعراق بعد خروجه أيام يزيد بن معاوية سنة ٦١ هـ. ينظر: الإصابة (١/ ٣٣٢)، وأسعد الغاية (٢/ ١٨) وتهذيب التهذيب (٢/ ٣٤٥)، صفة الصفوة (١/ ٣٢١)، والأعلام للزركلى (٢/ ٢٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>