للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ذو عين (عد) حفص بنصب أربعة الأعراف، وأولى النحل، ورفع أخيريها، وإلى هذا أشار بقوله: (وثم معه فى الآخرين)، أى: وفى النحل اتفق حفص مع ابن عامر فى الآخرين (١) خاصة، وهما: والنّجوم مسخّرت، والباقون بنصب أربعتها.

تنبيه:

علم فتح الغين للمشدد من النظائر، وإسكان المخفف من لفظه.

وجه تخفيف أن مع الرفع: جعلها مخففة من الثقيلة؛ فقدر اسمها ضمير الشأن، ورفع لّعنة مبتدأ خبره الجار والمجرور، والجملة خبر أن.

وجاز هنا جعل أن المفسرة؛ لأنها بمعنى «أذّن قال»، ومنعت مصدريتها لسبق معنى العلم.

ووجه التشديد والنصب: أنه أصل المخففة، وعليه المعنى، وفتحت [لوقوع الفعل] (٢) عليها- أى: بأن- وهو المختار؛ للأصالة، والنص على التوكيد.

ووجه وجهى يغشى: جعله مضارع «غشى» أو «أغشى» معدى بالتضعيف على حد فغشّها [النجم: ٥٤]، وبالهمز على حد فأغشينهم [يس: ٩].

ووجه رفع الشمس وتاليها (٣) جعلها مبتدأ، ومسخرات خبرها على حد وسخّر لكم مّا فى السّموت [لقمان: ٢٠].

ووجه نصبها هنا: عطفها على السّموت، أى: وجعل (٤) الشمس؛ على حد الّذى خلقهنّ [فصلت: ٣٧].

ومسخّرت حال، أو يقدر «جعل» فمفعول ثان، وفى الفعل إن قدر أحدهما فكذلك، أو «سخر»، فمسخرات (٥): مصدر جمع، باعتبار أنواع التسخير، أو حال مؤكدة على رأى.

ووجه حفص: جعله مبتدأ وخبرا للجمع بين تناسب التقدير وعدم تأويل ومسخّرت، وجمعت باعتبار الأفراد.

تتمة:

تقدم تنوين برحمة ادخلوا الجنّة [الأعراف: ٤٩]، وتقدم وجها (٦) وخفية (المحيط (٤/ ٣٠٩)، التيسير للدانى (١١٠)، السبعة لابن مجاهد (٢٨٢)، تفسير الرازى (٤/ ٢٢٧)، النشر لابن الجزرى (٢/ ٢٦٩).)


(١) فى م: الأخيرين.
(٢) سقط فى م.
(٣) فى د، ز: وثانيها.
(٤) فى م، ص: وخلق.
(٥) فى م: مسخرات.
(٦) فى ز: ووجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>