مات سنة مائتين وإحدى وأربعين، وحرر من حضر في جنازته: فكانوا ثمانمائة ألف، ومن النساء ستين ألفاً، وأسلم يوم موته رضي الله عنه: عشرون ألفاً من اليهود والنصارى والمجوس، انتهى.
وقال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات: إن المتوكل أمر أن يقاس الموضع الذي وقف الناس فيه للصلاة على الإمام أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمسمائة، وقد حزن عليه رضي الله تعالى عنه المسلمون واليهود والنصارى والمجوس، وقال محمد بن خزيمة: لما بلغني موت الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، اغتممت غماً شديداً، فرأيته في المنام وهو يتبختر في مشيته، فقلت: يا أبا عبد الله ما هذه المشية؟ فقال: مشية الخدام في دار السلام.
فقلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي وتوجني وألبسني نعلين من ذهب.
وقال: يا أحمد هذا بقولك: القرآن كلامي غير مخلوق. ثم قال الله تعالى: يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان التي كانت تدعو بهن في دار الدنيا.
فقلت: ريا رب أسألك بقدرتك على كل شيء أن لا تسألني عن شيء واغفر لي كل شيء.
فقال جل وعلا: يا أحمد هذه الجنة، فادخل فيها. وأنشد بعضهم في تاريخ موت الأئمة الأربعة ومولدهم: الإمام أبي حنيفة والإمام مالك، والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين:
تاريخ نعمان يكن سيف سطا ... ومالك في قطع جوف ضبطا
والشافعيُّ صينَ ببرندِ ... وأحمد يسبق أمر جعد
فخذ على ترتيب نظم الشعر ... ميلادهم فموتهم فالعمر
وكذا في تاريخ الأئمة الخمسة المحدثين، الإمام الترمذي وأبو داود والإمام مسلم والنسائي والإمام البخاري، وقد جمع ذلك بعضهم في بيت واحد فقال:
إذا رمت الحديث فلذ بخمس ... تكن مثل المشافه في الحياة