للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالروض يزدان بالأنوار فاغمةً ... والحر بالعدل والإحسان يزدان

خذها سرائر أمثال مهذبةٍ ... فيها لمن يبتغي التبيان تبيان

ما ضر حسانها والطبع صائغها ... إن لم يصغها قريع الشعر حسان

وذيل عليها بعضهم فقال:

وكن لسنة خير الخلق متبعاً ... فإنها لنجاة العبد عنوان

فهو الذي شملت للخلق أنعمه ... وعمهم منه في الدارين إحسان

جبينه قمر قد زانه خفر ... وثغره درر غر ومرجان

والبدر يخجل من أنوار طلعته ... والشمس من حسنه الوضاح تزدان

ومذ أتى أبصرت عمي القلوب به ... سبل الهدى ووعت للحق آذان

به توسلنا في محو زلتنا ... لربنا، إنه ذو الجود منان

يا رب صل عليه ما همى مطرٌ ... فأينعت منه أوراقٌ وأغصان

وابعث إليه سلاماً زاكياً عطراً ... والآل والصحب لا تفنيه أزمان

[جاريتان برواية شعر]

وعن حماد الراوية قال: كنت محباً للوليد بن عبد الملك، فلما ولي أخوه يزيد الخلافة هربت إلى الكوفة، فبينما أنا في المسجد الأعظم، إذ أتاني رسول محمد بن يوسف الثقفي، وقال: أجب الأمير، فدخلت عليه، فقال: ورد كتاب أمير المؤمنين علي بحملك إليه، وبالباب نجيبان، فاركب أحدهما، ودفع إلي كيساً فيه ألف دينار، وقال: هذه نفقة لمنزلك، فدخلت دمشق في اليوم الثامن واستأذن لي الرسول فدخلت عليه، فإذا هو جالس في دار مبلطة بالرخام الأحمر، وفيها سرادق خز أحمر في وسط قبة حمراء من خز، وفرشها وكل ما فيها أحمر، وعلى رأسه جاريتان عليهما ثيابٌ حمر بيد واحدة منهما إبريقٌ، وفي إحدى يدي الأخرى نبيذ أحمر، وفي اليد الأخرى نبيذ أبيض، فلما واجهته سلمت عليه بالخلافة فرد علي السلام، وقال: ادن يا حماد: أتدري فيم بعثت إليك؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين.

قال: في بيت شعر ذهب عني أوله.

<<  <   >  >>