بيان ذلك، التاء إشارة للترمذي، والدال إشارة لأبي داود، والميم إشارة للإمام مسلم، والنون للنسائي، والباء للبخاري والله أعلم.
[السكران والجلاد]
ويحكى أنه أتي برجل مدني سكران إلى بعض الولاة فأمر بإقامة الحد عليه، وكان الرجل طويلاً والجلاد قصيراً، فلم يتمكن من ضربه. فقال الجلاد للمدني: تقاصر لينالك الضرب.
فقال: ويلك إلى أكل الفالوذج تدعوني، والله لوددت أن أكون أطول من عوج بن عنق، وأنت أقصر من يأجوج ومأجوج، فاستظرفه الأمير وخلى سبيله، انتهى من حلية الكميت.
ومن قول ابن المعتز:
وجاءني في قميص الليل مستتراً ... يستعجل الخطو من خوف ومن حذر
ولاح ضوء صباح كاد يفضحنا ... مثل القلامة قد قدت من الظفر
وكان ما كان مما لست أذكره ... فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر
ولبعضهم عفا الله عنه:
جرى دمعي من الحال الذي بي ... كجري الماء في أول أبيب
ومع هذا فلم قطع رجائي ... لأن الله ألطف من أبي بي
[من كلام الشافعي رضي الله عنه]
لم يدر طعم الفقر من هو في غنى ... ومصحح الأعضاء ليس كمبتلي
كم فاقةٍ مستورة بمروءةٍ ... وضرورةٍ قد غطيت بتجمل
وتبسمٍ من تحته قلبٌ شجٍ ... قد صادفته غمةٌ لا تنجلي
والناس جمعاً عند كل كفؤه ... والهم مفترق وما أحدٌ خلي
لو سود الهم الملابس لم تجد ... بيض الثياب على أمرئ في محفل
وإذا أراد المرء جلو همه ... عن نفسه من نفسه لا ينجلي