قلت لكم فِي كتاب أنزلهُ الله، وَلَا فِي عهد عهد إِلَيّ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلَكِن كنت أَرْجُو أَن يعِيش رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى يدبرنا - يُرِيد: أَن يكون آخِرهم، فَإِن يكن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد مَاتَ، فَإِن الله قد جعل بَين أظْهركُم نورا تهتدون بِهِ، بِهِ هدى الله مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَاعْتَصمُوا بِهِ تهتدوا بِمَا هدى الله بِهِ مُحَمَّدًا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِن أَبَا بكرٍ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثَانِي اثْنَيْنِ، وَإنَّهُ أولى النَّاس بأموركم، فَقومُوا إِلَيْهِ فَبَايعُوهُ. وَكَانَت طَائِفَة مِنْهُم قد بَايعُوهُ قبل ذَلِك فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة، وَكَانَت بيعَة الْعَامَّة عِنْد الْمِنْبَر.
فِي رِوَايَة أُخْرَى للْبُخَارِيّ أَيْضا، قَالَ الزُّهْرِيّ: قَالَ لي أنس بن مَالك: إِنَّه
رأى عمر يزعج أَبَا بكر إِلَيّ الْمِنْبَر إزعاجاً. قَالَ الزُّهْرِيّ: وَأَخْبرنِي سعيد بن الْمسيب: أَن عمر بن الْخطاب قَالَ: وَالله مَا هُوَ إِلَّا أَن تَلَاهَا أَبُو بكر - يَعْنِي قَوْله:{وَمَا مُحَمَّد إِلَّا رَسُول قد خلت من قبله الرُّسُل}[سُورَة آل عمرَان] عقرت وَأَنا قَائِم حَتَّى خَرَرْت إِلَى الأَرْض، وأيقنت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد مَاتَ.