للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مما يشاء ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين} قوله تعالى: {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللَّهِ} في الهزيمة قولان: أحدهما: أنها ليست من فعلهم وإنما أضيفت إليهم مجازاً. والثاني: أنهم لما ألجئوا إليها صارواْ سبباً لها , فأضيفت إليهم لمكان الإلجاء. ويحتمل قوله: {بِإِذْنِ اللَّهِ} وجهين: أحدهما: بأمر الله لهم بقتالهم. الثاني: بمعونة الله لهم على قتالهم. {وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ} حكي أن جالوت خرج من صفوف عسكره يطلب البِراز؟ فلم يخرج إليه أحد , فنادى طالوت في عسكره: مَنْ قتل جالوت فلهُ شطر مُلكي وأزوّجه ابنتي , فجاء داود وقد أخذ ثلاثة أحجار , وكان قصيراً يرعى الغنم , وقد ألقى الله في نفسه أنه سيقتل جالوت , فقال لطالوت: أنا أقتل جالوت , فازدراه طالوت حين رآه , وقال له: هل جربت نفسك بشيء؟ قال نعم , قال: بماذا؟ قال: وقع ذئب في غنمي فضربته , ثم أخذت رأسه فقطعته في جسمه , فقال طالوت: الذئب ضعيف , فهل جربت نفسك في غيره؟ قال: نعم , دخل الأسد في غنمي , فضربته ثم أخذت بِلَحْيَيْه فشققتها , أفترى هذا أشد من الأسد , قال: لا , وكان عند طالوت درع سابغة لا تستوي إلا على من يقتل جالوت , فأخبره بها وألقاها عليه فاستوت , وسار إلى جالوت فرماه بحجر فوقع بين عينيه وخرج من قفاه , فأصاب جماعة من عسكره فقتلهم وانهزم القوم عن آخرهم , وكانوا على ما حكاه عكرمة تسعين ألفاً. واختلفواْ , هل كان داود عند قتله جالوت نبياً؟ ذهب بعضهم أنه كان نبياً , لأن هذا الفعل الخارج عن العادة , لا يكون إلا من نبي , وقال الحسن: لم يكن نبياً , لأنه لا يجوز أن يُوَلي مَنْ ليس بنبي على نبي. قال ابن السائب وإنما كان

<<  <  ج: ص:  >  >>