للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: مذهبه العقدي:

أما بالنسبة لعقيدته: «من الصعب جدًا أن نصدر حكمًا قولًا واحدًا على عقيدة الآلوسي وذلك لتعدد مشاربه، فعيقدته تتجاذبها أربعة مذاهب: مذهب السلف، ومذهب التفويض، ومذهب الأشاعرة، ومذهب التصوف والغالب عليه مذهب السلف، وبما أن الحكم للغالب والآلوسي عُرف عنه الصدق في القصد وسعة العلم والذكاء وتحريه للحق والتمسك بالدليل، ولم يكن له مذهب باطل يتعصب له في معتقده ويدافع عنه، فإنه يمكن أن نقول "أنه سلفي في الجملة» (١).

قال د/ حسين الذهبي: «وكان - رحمه الله - عالما باختلاف المذاهب، مطلعًا على الملل والنحل، سلفي الاعتقاد، ونراه في كتابه روح المعاني يفصح عن مذهبه، فقد ذهب إلى ما ذهب إليه جمهور السلف في الصفات إذ قال: " ثم اعلم أن كثيرًا من الناس جعل الصفات النقلية من الاستواء واليد والقدم والنزول إلى السماء الدنيا والضحك والتعجب وأمثالها من المتشابه، ومذهب السلف والأشعري - رحمه الله - من أعيانهم كما أبانت عن حاله الإبانة أنها صفات ثابتة وراء العقل ما كلفنا إلا اعتقاد ثبوتها مع اعتقاد عدم التجسيم والتشبيه لئلا يضاد النقل العقل» (٢).

ومما يؤكد ذلك ما جاء في وصيته لأبنائه قبل وفاته حيث كتب لهم: " يابَني عليكم في باب العقائد بعقيدة السلف فإنها أسلم بل أنصف، وهي أعلم وأحكم، فهي أبعد عن القول عن الله بما لا يُعلم (٣).


(١) جهود أبي الثناء الآلوسي في الرد على الرافضة، عبد الله البخاري، ط ١، القاهرة: دار ابن عفان، (ص: ٩١).
(٢) التفسير والمفسرون، (١/ ٢٥١). ويُنظر: روح المعاني للألوسي، (٣/ ٨٧).
(٣) جهود أبي الثناء في الرد على الرافضة، (ص: ٩٤).

<<  <   >  >>